قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الاربعاء انه متأكد من ان الدول الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) "ستفعل الصواب" وتتفق على تخفيف القيود على سقف انتاج النفط خلال اجتماعها هذا الاسبوع على الرغم من مقاومة ايران الشديدة. 

وصرح الفالح للصحافيين في ندوة لاوبك في فيينا "انا واثق بأنه في نهاية اليوم سيسود المنطق، وسنفعل الصواب". 

جاءت هذه التصريحات بعد محادثات استمرت ساعات بين الفالح ونظرائه في منظمة الاوبك على هامش الندوة، قبل يومين من الاجتماع المهم حول مصير الاتفاق الذي ابرم قبل 18 شهرا بين الدول الاعضاء وغير الاعضاء في اوبك لخفض انتاج النفط والذي ادى الى ارتفاع سعر الخام الى 70 دولارا للبرميل. 

وتسعى السعودية وروسيا، الدولة غير العضو في اوبك، حالياً إلى زيادة الانتاج، الا ان ايران التي تواجه تاثيرات تجدد العقوبات الاميركية على صادراتها من النفط، نريد من الدول الاعضاء وغير الاعضاء في اوبك الالتزام بخفض انتاج النفط بمقدار 1,8 مليون برميل يوميا. 

وقال الفالح ان كل وزير التقاه "يوافق على ان الوقت قد حان لتغيير المسار" لافتا الى انه من المتوقع ان يزداد الطلب العالمي على النفط خلال الاشهر المقبلة. 

وتواجه الرياض ضغوطا من واشنطن لزيادة الانتاج للمساعدة في خفض أسعار النفط، قبل توجه الناخبين الى انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر. 

وفي الاجتماع نفسه أكد وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنقانه معارضة بلاده زيادة انتاج النفط متهما الرئيس الاميركي دونالد ترامب بمحاولة تسييس اوبك. 

وقال زنقانه للمشاركين في الاجتماع ان "المسؤولية الحقيقية لارتفاع اسعار النفط حالياً تقع على الرئيس الاميركي نفسه .. لا يمكنك أن تحصل على كل شيء". 

- "جو عاصف" -

في الاشهر الاخيرة ألقى ترامب باللوم مرارا على اوبك في ارتفاع اسعار النفط، الا ان زنقانه قال ان العقوبات الاميركية على ايران وفنزويلا هي التي أثارت المخاوف من نقص الامدادات وشكلت ضغوطا على الاسعار. 

وتواجه ايران موجة جديدة من العقوبات بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، كما انها قلقة من اية محاولة من الرياض لتعويض النقص في الامدادات إرضاء لترامب. 

واقر الفالح بوجود توتر وقال "النفط كان دائما متأثرا بالسياسة". 

الا انه اكد ان اي قرار سيتخذ "سيستند الى أساسيات". 

ويعتقد مراقبون انه سيتم التوصل الى تسوية لحفظ ماء الوجه في حال اتفقت الدول الاعضاء على وقف الالتزام الصارم بالاتفاق الحالي أي الخفض المتفق عليه وهو ما يمكن ان يؤدي الى طرح مئات الاف البراميل الاضافية في السوق يوميا. 

ومن المقرر ان تناقش اوبك التغيرات المحتملة على اتفاق خفض امدادات النفط في العاصمة النمساوية الجمعة، وستنضم 10 دول غير اعضاء في اوبك ومن بينها روسيا الى المحادثات السبت. 

ويتوقع ان تهيمن على الاجتماع أجواء سياسية مشحونة، الا ان الامين العام لاوبك محمد باركيندو قال انه واثق من التوصل الى تسوية. 

وصرح للصحافيين "رغم تزايد التوترات السياسية والتوترات التجارية العالمية، سنتمكن من الخروج من هذا الجو العاصف".

أ ف ب