أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، الخميس، وقف العمليات العسكرية عبر حدود قطاع غزة في أعقاب مساع بذلتها مصر والأمم المتحدة لإنهاء أسوأ موجة من الاشتباكات منذ شهور، لكن الوضع بدا هشا إذ اختلف الطرفان على شروط التهدئة.

وقالت حركة الجهاد إن التهدئة التي تم التوصل إليها بوساطة مصرية بعد نحو 48 ساعة منذ بدء إطلاق النار عقب ضربة جوية استشهد فيها أحد كبار قادة الجهاد إذ اعتبرته يشكل "خطرا وشيكا عليها".

مسؤولون في قطاع الصحة في غزة، قالوا إن عدد الشهداء بلغ 34 فلسطينيا نصفهم تقريبا من المدنيين وبينهم 8 أطفال و3 نساء.

وعلى الجانب الآخر من حدود قطاع غزة تسببت مئات الصواريخ التي أطلقها فلسطينيون ووصل بعضها إلى تل أبيب بإصابة العشرات بجروح.

ويبدو أن حماس لم تشارك في العملية الأخيرة. وربما يكون ذلك من العوامل التي ساهمت في الحد من تصعيد الموقف.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إنّ العملية تقترب من نهايتها مع "تحقيق أهدافها". وقال بينما كان يزور الجنود عند أحد نظم اعتراض الصواريخ "الرسالة وصلت. نستطيع الوصول إلى أي شخص".

وقالت حركة الجهاد إن الاحتلال الإسرائيلي قبل مطلبها بوقف عمليات الاغتيال ووقف إطلاق النار على مسيرات العودة الأسبوعية عند حدود غزة.

وقال مصعب البريم المتحدث باسم الحركة "وقف إطلاق النار برعاية مصر بدأ بعد أن خضع الاحتلال الإسرائيلي لشروط الحركة والتي تقدمت بها نيابة عن فصائل المقاومة الفلسطينية".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي كاتس لراديو الجيش "الهدوء سيقابل بالهدوء".

ضربة صاروخية

في أكثر الأحداث دموية في الاشتباكات التي دارت خلال يومين، قال مسؤولون بقطاع الصحة وسكان إن 8 أفراد من أسرة واحدة في غزة استشهدوا في ضربة صاروخية إسرائيلية قبل سريان التهدئة.

وقالوا إنهم جميعا من المدنيين. لكن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، قال إن رب الأسرة رسمي أبو ملحوس الذي استشهد من "قادة فرق الصواريخ في حركة الجهاد الإسلامي وسط قطاع غزة".

وخرج الجيران من بيوتهم لمساعدة رجال الإنقاذ في انتشال الجثث التي دفن بعضها تماما في أرض رملية. وحاول بعض المدنيين التأكد مما إذا كان صاحب إحدى الجثث على قيد الحياة أم لا بجس نبضه قبل انتشال الجثة.

ولم يتسن لرويترز على الفور التحقق من صحة الادعاء الإسرائيلي عن رسمي أبو ملحوس. ولم تعلن حركة الجهاد أنه من أعضائها.

ولم تغير الاشتباكات التي استمرت يومين ولا التهدئة المفاجئة شيئا في العوامل الرئيسية التي تحكم الصراع.

وسبق أن أبدت حركة حماس استعدادها لوقف إطلاق النار لفترات طويلة لكنها مثل الجهاد الإسلامي ترفض قبول التعايش الدائم مع إسرائيل.

وقال كاتس إن عمليات الاغتيال "لن تتوقف" وإن "سياسة فتح النار المسؤولة عنها قوات الدفاع الإسرائيلية (على حدود غزة) لن تتغير".

وأعادت الأسواق فتح أبوابها في غزة مع عودة الحياة لطبيعتها رغم أن الناس أبدوا مشاعر متباينة فيما يتعلق بالتهدئة.

وقال أحد سكان غزة يدعى محمد السميري "قمنا بالرد وأوضحنا أن دماءنا لن تراق هدرا. والتهدئة أيضا أمر طيب لأننا لا نريد لأهلنا أن يعانوا أكثر تحت الحصار".

وأشارت الأمم المتحدة التي شاركت مصر في الوساطة للتوصل إلى هدنة إلى أن الوضع في غزة مازال هشا.

مندوب الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف، قال في تغريدة عبر تويتر إن "مصر والأمم المتحدة عملتا جاهداً لمنع أخطر تصعيد في غزة وحولها من أن يؤدي إلى الحرب. الساعات والأيام القادمة ستكون حاسمة.

"على الجميع التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والقيام بدوره لمنع إراقة الدماء. الشرق الأوسط لا يحتاج إلى مزيد من الحروب".

المملكة + رويترز