قال تقرير أصدره البنك الدولي الأربعاء، إن تراجع مستوى المعيشة في الدول المستضيفة للاجئين السوريين، لا يؤدي دائما إلى زيادة أعداد اللاجئين العائدين طوعا إلى بلادهم.

الخبير الاقتصادي الأول في البنك الدولي والمؤلف الرئيسي لتقرير هارون أوندر قال: "كانت إحدى النتائج التي أثارت دهشتنا أن قسوة الظروف في المهجر لا تؤدِّي دائما إلى زيادة أعداد العائدين".

وأضاف التقرير "مع استمرار المخاوف فيما يتصل بانعدام الأمن في سوريا، كانت عودة اللاجئين السوريين حتى الآن غير منتظمة وانتقائية، ومن ثمّ لا تمثّل عودة واسعة النطاق".

ومن جهة أخرى، فإن تحسُّن الأوضاع الأمنية، والحصول على الخدمات في سوريا يؤديان دائما إلى زيادة أعداد العائدين طوعا، بحسب التقرير.

ويضيف التقرير أنه "مع التحسينات للأوضاع الأمنية، التي ستتضمن إنهاء الاحتجاز التعسفي، والتجنيد الإجباري، وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان والملكية، يمكن تخصيص المزيد من الموارد على نحو فعال لجهود استعادة الخدمات".

ووفقا للتقرير، فإن 10% إضافية من اللاجئين الذين شملتهم الدراسة قد يعودون إلى سوريا، إذا ارتفع معدل تحسُّن الأوضاع الأمنية إلى الضعفين، وإذا ارتفع معدل استعادة الخدمات خلال السنوات الخمس التالية إلى 3 أضعاف.

المدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جيها قال إن "اللجوء يتيح سبيلا للنجاة من أذى وشيك، لكن قد يكون الثمن معاناة الفقر والعوز أمدا طويلا".

إلا أن عددا من اللاجئين قالوا إنهم سيعودون حتى مع غياب هذه التحسينات.

التقرير استند إلى دراسة قارنت أوضاع 103090 لاجئا سوريا عادوا طوعا لبلادهم بين عامي 2015 و2018، وأوضاع ملايين آخرين في العراق والأردن ولبنان قرروا ألا يعودوا.

يستضيف الأردن أكثر من 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة في 2011، منهم أكثر من 671 ألف لاجئ مسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة.

وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي قال خلال لقائه وزير الخارجية اللبناني في عمّان في 9 أكتوبر 2018، إن "الأردن لن يجبر السوريين على العودة لبلادهم، لكنه يشجع عودتهم بشكل طوعي".

مديونية الأردن تجاوزت 28 مليار دينار مع نهاية عام 2018، بينما تخطّت نسبة البطالة 18% وارتفعت بين فئة الشباب لتقارب 40%.

وقدّر الأردن حاجته لنحو 2.4 مليار دولار، لدعم خطة الاستجابة للأزمة السورية لعام 2019، بكلفة إجمالية تبلغ 7.3 مليارات دولار على مدى 3 أعوام. 

وبلغت نسبة العجز في تمويل الخطة لعام 2018 نحو 42%، إذ حصل الأردن على 1.05 مليار دولار من أصل حاجة تمويلية للاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة بلغت 2.48 مليار دولار.

ويعوّل الأردن على مؤتمر لندن للمانحين المقرر عقده في نهاية الشهر الحالي، للترويج للأردن اقتصادياً ومالياً واستثمارياً.

المملكة