هددت الولايات المتحدة الجمعة، بحظر منح تأشيرات أميركية لطاقم ناقلة نفط إيرانية أفرجت عنها سلطات جبل طارق رغم طلب واشنطن احتجازها.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس في بيان، إن الناقلة "غريس 1" كانت تساعد الحرس الثوري الايراني الذي تصنفه واشنطن "منظمة ارهابية"، ما يعني أن طاقم السفينة "قد يكونوا غير مؤهلين للحصول على تأشيرات أميركية أو يُرفض دخولهم إلى الولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالإرهاب".

سلطات منطقة جبل طارق أفرجت عن ناقلة النفط الإيرانية، التي احتجزت قبالة المنطقة التابعة لبريطانيا قبل ستة أسابيع، مما يمهد الطريق أمام عملية تبادل محتملة مع ناقلة ترفع علم بريطانيا احتجزتها إيران في الخليج.

وينظر للناقلتين المحتجزتين في جبل طارق وإيران على أنهما ورقتا ضغط في خضم الأزمة بين إيران والغرب ومصيرهما عالق وسط خلافات دبلوماسية بين قوى كبرى بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وقرر رئيس حكومة جبل طارق فابيان بيكاردو رفع أمر احتجاز الناقلة بعد تلقيه ضمانات مكتوبة من طهران بأن السفينة لن تفرغ حمولتها البالغة 2.1 مليون برميل نفط في سوريا، لكنه أضاف أن الناقلة لم يُفرج عنها بعد.

وقال بيكاردو "في ضوء الضمانات التي حصلنا عليها، لا يوجد أي أسس مقبولة لاستمرار احتجاز غريس 1 لضمان التزامها بعقوبات الاتحاد الأوروبي".

ولم يتضح بعد متى سيسمح للناقلة بالإبحار خاصة بعد تقدم الولايات المتحدة بطلب لاحتجاز السفينة.

وقال بيكاردو "هذا شأن يخص سلطاتنا القضائية المشتركة المستقلة التي ستتخذ قرارا قانونيا موضوعيا بشأن هذا الطلب".

واستولى مشاة البحرية البريطانية على ناقلة النفط غريس 1 في عملية إنزال جريئة تحت جنح الظلام قبالة ساحل جبل طارق التابعة لبريطانيا يوم الرابع من تموز/ يوليو.

وأثار احتجاز غريس 1 خلافا مع طهران التي اتهمت بريطانيا بالقرصنة. وبعد أسبوعين من التحفظ على الناقلة، احتجز الحرس الثوري الإيراني الناقلة ستينا إمبيرو التي ترفع علم بريطانيا في الخليج يوم 19 تموز/ يوليو.

ورغم نفي بريطانيا وإيران التخطيط لتبادل السفينتين، إلا أنه كان من المتوقع على نطاق واسع ألا تفرج طهران عن الناقلة البريطانية حتى تفرج جبل طارق عن غريس 1.

وقال السفير الإيراني في لندن حميد بعيدي نجاد إن الولايات المتحدة بذلت جهودا "مستميتة" لمنع الإفراج عن الناقلة غريس 1 لكنها منيت "بهزيمة نكراء".

وقال السفير على تويتر أن الناقلة ستغادر جبل طارق قريبا.

ومن جانبه، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة بمحاولة القرصنة بسعيها لمنع سلطات جبل طارق من الافراج عن الناقلة غريس 1.

وقال ظريف على تويتر "الولايات المتحدة حاولت انتهاك النظام القانوني لسرقة ممتلكاتنا في المياه الدولية. محاولة القرصنة هذه تشير إلى احتقار إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب للقانون".

كما قدمت الولايات المتحدة طلبا لاحتجاز الناقلة الإيرانية "غريس 1" في جبل طارق والتي سيطر عليها مشاة البحرية الملكية البريطانية في البحر المتوسط الشهر الماضي.

ومن شأن الطلب الأميركي أن يعقد احتمال تبادل للناقلات بين لندن وطهران.

وقالت حكومة جبل طارق إنها تشتبه في أن الناقلة تهرب النفط إلى سوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي.

ومع تزايد التوترات مع طهران، احتجز الحرس الثوري الإيراني الناقلة "ستينا إمبيرو" التي ترفع العلم البريطاني في الخليج في 19 تموز/ يوليو.

وأكدت حكومة جبل طارق تقدم واشنطن بالطلب. وقالت في بيان "وزارة العدل الأميركية تقدمت بطلب لاحتجاز "غريس 1" على أساس عدد من المزاعم التي يجري النظر فيها الآن... ستعود القضية إلى المحكمة العليا في جبل طارق في الساعة 4 مساء (1400 بتوقيت غرينتش)".

وجرى إطلاق سراح قبطان الناقلة الإيرانية وثلاثة ضباط.

كان مصدر في جبل طارق قال لرويترز قبل جلسة المحكمة إن من المرجح السماح لـ "غريس 1" بالمغادرة مما أثار تكهنات بشأن تبادل محتمل للناقلة مع إيران.

وذكرت صحيفة جبل طارق كرونيكل الخميس، أن منطقة جبل طارق أفرجت عن الناقلة الإيرانية "جريس 1."

وقالت الصحيفة "السلطات في جبل طارق أفرجت عن الناقلة الإيرانية الضخمة غريس 1 التي احتجزت في الرابع من تموز/ يوليو للاشتباه في نقلها 2.1 مليون برميل من النفط الخام لسوريا في انتهاك لعقوبات الاتحاد الأوروبي".

وقال كبير قضاة المحكمة العليا في جبل طارق انتوني دادلي إن المحكمة لم تتلق أي طلب أمريكي.

وقال متحدث باسم الناقلة ستينا إمبيرو التي احتجزتها إيران الشهر الماضي إن الموقف لا يزال كما هو بشأن الناقلة وإن الشركة المالكة لا تزال تنتظر المزيد من التطورات بين المملكة المتحدة وإيران.

رويترز+ أ ف ب