قال مسؤول من الحدود الفلسطينية الخميس، إن قرابة ألف فلسطيني تقطعت بهم السبل خارج قطاع غزة بعد أن نشبت الحرب على غزة، عادوا إلى ديارهم أثناء الهدنة التي استمرت 7 أيام في تحد لاحتمال تجدد القصف.

وعند معبر رفح بين مصر وغزة، تكدست على أسطح سيارات أجرة صفراء حقائب سفر وصناديق من الورق المقوى (الكرتون). أما صناديق السيارات الخلفية فقد اكتظت بشتى أنواع المتاع لفلسطينيين يريدون العودة إلى وطنهم الذي أصبح أرضا خرابا.

ومن بين هؤلاء الفلسطينيين، أبو نادر الذي قال إنه سافر إلى تركيا في الرابع من تشرين الأول مرافقا لإحدى بناته التي بدأت دراستها هناك. واندلعت الحرب بعد ثلاثة أيام حين عملية "طوفان الأقصى".

وتوجه أبو نادر إلى مصر يوم 24 تشرين الأول لكنه لم يتمكن من العودة إلى غزة بسبب إغلاق معبر رفح. ووجد نفسه عالقا في مصر حتى الهدنة.

وقال إن منزله في حي النصر بمدينة غزة دكته غارة إسرائيلية، وإنه فقد أقارب، لكنه كان يتوق بشدة للعودة ليكون مع أطفاله الآخرين وبقية أفراد أسرته.

وأضاف أنه لا أحد يترك أولاده أو وطنه حتى لو فقد بيته وأن فلسطين كلها بيته، وليس غزة أو بيته في حي النصر فحسب.

وكانت مصر قد أعلنت عبر السفارة الفلسطينية في القاهرة يوم 23 تشرين الثاني، أي قبل يوم واحد من دخول الهدنة حيز التنفيذ، أنه سيسمح للفلسطينيين بالعودة إلى غزة بحسب رغبتهم دون إجبارهم على القيام بذلك.

وقال مسؤول الحدود الفلسطيني الخميس، إن عمليات العبور بدأت في 24 تشرين الثاني.

أرض يباب

سيجد العائدون غزة مختلفة تماما عن تلك التي تركوها.

فقد تحول جزء كبير من النصف الشمالي من القطاع، بما في ذلك مدينة غزة، إلى خرائب جراء سبعة أسابيع من القصف الإسرائيلي، بينما يعيش مئات الآلاف من النازحين في الجنوب في خيام ومدارس.

وتوقفت المستشفيات عن العمل، وشح الغذاء والماء والوقود، وتنتشر الأمراض فيما وصفته الأمم المتحدة بالكارثة الإنسانية.

وعلى الرغم من كل ذلك، قالت انتصار بركات إنها ما زالت ترغب في العودة.

وأضافت أن المرء لا يستطيع أن يغادر بلده ويترك أطفاله ويرحل عن منزله ويتخلى عن زوجه. ودعت الله أن يعود الجميع إلى ديارهم وأن يعم السلام.

وتم الاتفاق في البداية على هدنة لمدة أربعة أيام لكنها امتدت ليومين ثم ليوم آخر. ويواصل الوسطاء محاولاتهم الخميس، لتمديد أكبر للاتفاق.

وبدأت الحرب بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول الماضي، وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس ردا على ذلك، وشنت هجوما جويا وبحريا وبريا على قطاع غزة المكتظ بالسكان، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف شخص، 40% منهم أطفال، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.

رويترز