تحدثت محققة إسرائيلية عن صعوبة في الوصول إلى "ضحايا اعتداءات جنسية وشهود عيان على تلك الحوادث التي تدعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي حدوثها" خلال عملية "طوفان الأقصى" التي مضى على حدوثها قرابة ثلاثة أشهر.

وناشدت المحققة عبر صحيفة "هآرتس" الضحايا والشهود ومن يملك معلومات إلى التحدث إليها بشأن مزاعم الاعتداءات الجنسية بحق إسرائيليين، وهو ما لم تثبته المنظمات الدولية ذات العلاقة.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلي، في تقرير لها، إن شرطة الاحتلال الإسرائيلي تواجه صعوبة في تحديد مكان "ضحايا الاعتداء الجنسي" أو الشهود على أعمال هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأضافت الصحيفة أن شرطة الاحتلال لا تستطيع ربط الأدلة الموجودة بالضحايا الموصوفين فيه حتى بعد مرور نحو 3 أشهر على بدء طوفان الأقصى، حيث أطلقت دعوى لتشجيع من لديه معلومات عن الأمر للحضور والإدلاء بشهاداتهم.

وتدعي الحكومة الإسرائيلية ووسائل إعلام إسرائيلية أن عناصر حماس قطعوا رؤوس أطفال وارتكبوا انتهاكات مثل الاغتصاب، لكن حركة حماس نفت الأمر، ونشرت مقاطع فيديو تظهر تعامل عناصرها مع الأطفال بطريقة ودودة.

وأظهر مقطع فيديو آخر إطلاق مسلحي كتائب القسام لسراح امرأة مع طفليها عند الحدود، بعد أن تحفظت عليهم خلال إطلاق نار.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق في بيان باللغة الإنجليزية إن "العالم سيكتشف كذب وزيف الرواية الإسرائيلية التي تنشر معلومات مضللة حول فظاعات مزعومة ترتكبها المقاومة الفلسطينية".

وأضاف "مثل هذه المزاعم لم يتم إثباتها أبدا، لا أدلة تم تقديمها لدعم مثل هذه الادعاءات الزائفة".

وأشارت هآرتس إلى أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي جمعت "عددا صغيرا" من شهود العيان على "الجرائم الجنسية" المزعومة، إلى جانب "العديد من الشهادات من عسكريين ومنظمة "زاكا" وقوات الإنقاذ الذين وصلوا إلى المكان الذي وصلت إليه فصائل المقاومة الفلسطينية من غزة.
وتابعت أن شرطة الاحتلال تواجه صعوبة في تحديد مكان ضحايا الاعتداء الجنسي أو الأشخاص الذين شهدوا مثل هذه الهجمات، مشيرة إلى أن "الحالات القليلة التي جمعت فيها المنظمة شهادات حول الجرائم الجنسية المرتكبة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، فشلت في ربط الأفعال بالضحايا الذين تضرروا منها".

ونقلت الصحيفة تصريحات للمسؤولة عن التحقيق في الجرائم الجنسية المزعومة أن "هناك مؤشرات على أن هناك ضحايا أحياء، وحيوانات، لم تصل إلينا بعد".

وعلقت الصحيفة على شهادة شابة لم تكشف عن هويتها واعتبرتها شرطة الاحتلال موثوقة بشأن اغتصاب وقتل امرأتين على الأقل في حفلة كانت تقام في غلاف غزة، أن المحققين لم يتمكنوا من التعرف على النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب والقتل، بحسب شهادتها وشهود عيان آخرين.

وقالت المسؤولة عن التحقيق في الجرائم الجنسية "لدي أدلة ظرفية، لكن في النهاية واجبي هو العثور على دعم لرواية وهوية ’الضحايا’، في هذه المرحلة ليس لدي أشخاص محددين".

وأضافت أن شرطة الاحتلال جمعت "عددا صغيرا من روايات شهود العيان عن الجرائم الجنسية، إلى جانب العديد من شهادات العسكريين وزاكا وغيرهم من قوات الإنقاذ الذين ذهبوا إلى المكان، ولدى المنظمة أيضا سجلات للجثث".

وتابع "على الرغم من وجود الكثير من التوثيق من مشاهد المجزرة لجثث يبدو أنها تعرضت لاعتداءات جنسية، إلا أن المحققين ما زالوا مشغولين بالبحث عن تعزيزات إضافية للأدلة والشهادات المتوفرة لديهم".

وذكرت صحيفة "هآرتس" في تشرين الثاني/ نوفمبر أن عدم وجود أدلة الطب الشرعي يجعل من الصعب على المحققين فهم نطاق ما حصل في 7 تشرين الأول/أكتوبر وتحديد هوية الضحايا، حتى في التحقيق بالجرائم الجنسية التي يُزعم أنها ارتكبت بعد الهجوم.

وأضافت أن المحتجزين العائدين من قطاع غزة "لم يقدموا بعد شهاداتهم للشرطة حول الموضوع".

ونشرت صحيفة "التايمز" شهادة قالت إنها لـ"أحد الناجين من طوفان الأقصى 7 أكتوبر/تشرين الأول، تحدثت فيها عن ارتكاب عناصر من "حماس" لعملية اغتصاب بحق فتاة قبل قتلها، كما نشرت "بي بي سي" قصة مشابهة استنادا لشهادات لا يمكن التوثق من صحتها.

وقالت منظمة "يونيسف" عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس إن "روايات العنف الجنسي في إسرائيل يوم 7 تشرين الأول / أكتوبر مروعة. يجب الاستماع إلى الأشخاص الناجين ودعمهم وتزويدهم بالرعاية. ويجب التحقيق في الادعاءات بشكل كامل. ندين العنف الجنسي وجميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات".

ودعا الرئيس بايدن، إلى إدانة "العنف الجنسي المرتكب من قبل حماس"، بعد الدعاءات بوقوع "عمليات اغتصاب" خلال طوفان الأقصى

وقال بايدن خلال تجمع انتخابي في بوسطن: "لا يمكن للعالم غض النظر عما يحدث.. يتعين علينا جميعا إدانة العنف الجنسي لحماس بقوة ومن دون مواربة".

المملكة