قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الجمعة، إن إيران سترد على الفور وعلى "أقصى مستوى" إذا تصرفت إسرائيل ضد مصالحنا.

وأضاف أمير عبد اللهيان في مقابلة أجرتها معه شبكة (إن.بي.سي نيوز) "إذا أرادت إسرائيل القيام بمغامرة أخرى وعملت ضد مصالح إيران فإن ردنا التالي سيكون فوريا وعلى أقصى مستوى".

وترددت أصداء انفجارات في مدينة إيرانية الجمعة، فيما وصفته مصادر بأنه هجوم إسرائيلي، لكن طهران شككت في الواقعة وأشارت إلى أنها لا تعتزم الانتقام، وهو رد يهدف فيما يبدو إلى تجنب حرب على مستوى المنطقة.

وذكر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن الطائرات المسيرة، التي ذكرت مصادر أن إسرائيل أطلقتها على مدينة أصفهان، "طائرات مسيّرة صغيرة" وأنها لم تحدث أضرارا أو تسقط قتلى أو جرحى.

ويشير النطاق المحدود للهجوم والصمت الإيراني حياله فيما يبدو إلى جهد ناجح من دبلوماسيين يعملون على مدار الساعة لتجنب حرب شاملة منذ هجوم شنّته إيران بطائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل السبت الماضي.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية ومسؤولون بوقوع عدد قليل من الانفجارات، والتي يقولون إنها نجمت عن إسقاط الدفاعات الجوية الإيرانية لثلاث طائرات مسيّرة فوق مدينة أصفهان. وأشاروا إلى الواقعة على أنها هجوم نفذه "متسللون"، وليست إسرائيل، مما ينفي الحاجة إلى رد انتقامي.

وقال مسؤول إيراني لرويترز، إنه لا توجد خطط للرد على إسرائيل بسبب الواقعة.

وأضاف "لم نتأكد من أن هناك مصدرا خارجيا وراء الواقعة، لم نتعرض لأي هجوم خارجي والنقاش يميل أكثر نحو تسلل وليس هجوما".

وتوخى أمير عبد اللهيان الحذر أيضا في تعليقاته التي أدلى بها لمبعوثي دول في نيويورك.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عنه قوله "داعمو وسائل إعلام النظام الصهيوني (الإسرائيلي) حاولوا في جهود يائسة تحويل هزيمتهم إلى نصر، في حين أن الطائرات المسيّرة الصغيرة التي أُسقطت لم تحدث أي ضرر أو تسقط قتلى أو جرحى".

ولم تذكر إسرائيل أي شيء عن الواقعة ورفضت حليفتها واشنطن التعليق.

وعندما سُئل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن الأمر مرارا في مؤتمر صحفي في إيطاليا، قال إنه لن يعلق باستثناء القول إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل ولكنها لم تشارك في أي عمليات هجومية.

وقال إيتمار رابينوفيتش السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن "حاولت إسرائيل الموازنة بين ضرورة الرد والرغبة في عدم دخول دائرة من الفعل ورد الفعل المعاكس ستستمر في التصاعد بلا نهاية".

واحتدم العنف بين إسرائيل ووكلاء إيران في أنحاء الشرق الأوسط منذ ستة أشهر تشهد إراقة الدماء في قطاع غزة، ما أجج مخاوف إزاء احتمال تحول حرب الظل المستمرة منذ وقت طويل بين العدوين اللدودين إلى صراع مباشر.

وعلى مدار الأيام الماضية، قالت إسرائيل إنها تخطط للانتقام من إيران بسبب هجوم السبت، وهو أول هجوم مباشر على الإطلاق تشنه طهران على إسرائيل، وهو هجوم لم يوقع قتلى بعد أن أسقطت إسرائيل وحلفاؤها المئات من الصواريخ والطائرات المسيّرة.

وشنّت طهران هذه الهجمات ردا على ما تفترض أنها غارة جوية في الأول من نيسان، أدت إلى دمار مبنى في مجمع السفارة الإيرانية في دمشق ومقتل عدة ضباط إيرانيين منهم جنرال كبير.

دعوات للتهدئة

ضغط حلفاء، منهم الولايات المتحدة، على إسرائيل طوال الأسبوع لعدم الرد أو لضمان أن تكون أي ضربة انتقامية محدودة لمنع اشتعال صراع أوسع نطاقا وزار وزير الخارجية البريطاني ونظيرته الألمانية القدس هذا الأسبوع، وشددت الدول الغربية العقوبات على إيران لتهدئة إسرائيل.

ولم ترد أي إشارة من إسرائيل بشأن التخطيط لمزيد من الإجراءات الانتقامية. وبصرف النظر عن الضربات المباشرة على الأراضي الإيرانية، لدى إسرائيل وسائل أخرى للهجوم، منها الهجمات الإلكترونية والهجوم على فصائل موالية لإيران في أماكن أخرى.

وفي علامة على تصاعد الضغط داخل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتشددة لرد أكثر قوة، كتب وزير الأمن الوطني الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير على منصة إكس منشورا من كلمة واحدة بعد ضربات اليوم هي "ضعيف!".

وفي نهاية اجتماع في إيطاليا، حث وزراء خارجية دول مجموعة السبع "جميع الأطراف على العمل على منع مزيد من التصعيد".

كما دعوا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين وتعزيز تدفق المساعدات للمدنيين في غزة وامتناع إسرائيل عن مهاجمة رفح التي تعد الملاذ لأكثر من مليون نازح من سكان غزة.

ودعت بكين وموسكو ودول عربية أيضا إلى ضبط النفس في المنطقة.

وعلى صعيد أسواق المال، تراجعت الأسهم العالمية وارتفعت أسعار النفط وانخفضت عوائد السندات الأميركية مع قلق المستثمرين بشأن المخاطر.

وبحلول الصباح، كانت إيران قد عاودت فتح المطارات والمجال الجوي التي أغلقتها خلال الهجمات. لكن من المزمع أن تستمر اضطرابات السفر في المنطقة، مع تحويل خطوط جوية دولية مسار بعض رحلاتها وتعليق أخرى للرحلات.

الطائرات المسيّرة "دُمرت في السماء"

في داخل إيران، لم يرد أي ذكر لإسرائيل في معظم التصريحات والتقارير الإخبارية الرسمية، وبث التلفزيون الرسمي آراء محللين شككوا في حجم الهجوم.

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني، إنه بعد منتصف الليل بقليل "شوهدت ثلاث طائرات مسيّرة في سماء أصفهان. وجرى تفعيل نظام الدفاع الجوي وتدمير هذه المسيّرات في السماء".

وتجنبت وسائل الإعلام الإسرائيلية نقل تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشكل مباشر، وبدلا من ذلك أشارت إلى تقارير وسائل إعلام أجنبية نقلت عن مصادر إسرائيلية تأكيدها أن إسرائيل كانت وراء الهجمات.

وأشار بعض الإسرائيليين إلى أن الهدف هو إظهار القدرة على الهجوم دون التسبب في ضرر.

وكانت طهران قد حذّرت إسرائيل قبل ضربة الجمعة، من أنها سترد "بقوة" على أي هجوم على أراضيها.

وأبلغت إيران مجلس الأمن الدولي الخميس، بأنه "يجب إجبار إسرائيل على وقف أي مغامرات عسكرية أخرى ضد مصالحها".

رويترز