قال مستشار محافظ القدس، معروف الرفاعي، الأربعاء، إن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ حاليا أوسع حملة عسكرية في الضفة الغربية منذ "عملية الدرع الواقي" عام 2002، مستندا إلى سياسات العقاب الجماعي التي تشمل القتل والاعتقال وتدمير البنية التحتية، إلى جانب نشر أكثر من 900 حاجز وبوابة عسكرية في مختلف المناطق.

وأكد الرفاعي لـ "المملكة" أن هذه الحملة تتجاوز الأهداف الأمنية، وتسعى لتحقيق أهداف استراتيجية، في مقدمتها تفكيك قضية اللاجئين الفلسطينيين، عبر استهداف المخيمات وتدمير بناها التحتية، موضحا أن وزير جيش الاحتلال أعلن مؤخرا عن إجبار عشرات الآلاف من اللاجئين على مغادرة مخيماتهم في جنين وطولكرم ونور شمس، وهو ما اعتبره الرفاعي جزءا من مخطط أوسع لتصفية وكالة الأونروا.

وأضاف الرفاعي أن الاحتلال يعمل على تغيير التركيبة السكانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال سياسات تهجير جماعي، تشمل خططا لتهجير نحو مليوني فلسطيني من قطاع غزة، بالتوازي مع تسريع مشاريع الضم والتوسع الاستيطاني.

وأشار إلى أن الاحتلال نقل الصلاحيات من الجيش إلى جهات مدنية لإدارة ملف الاستيطان، وبدأ بعمليات شرعنة للبؤر الاستيطانية، والإعلان عن آلاف الدونمات كأراضي دولة، وتخصيص مليارات الشواكل لدعم المستوطنات، ما يشير إلى مسار متصاعد يهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض.

وشدد على أن إسرائيل تسعى إلى جعل الضفة الغربية غير قابلة للحياة اقتصاديا ومعيشيا، في ظل غياب أي ردع دولي فاعل.

وأكد الرفاعي أن محافظة القدس تتعرض منذ السابع من تشرين الأول 2024 وحتى نهاية حزيران 2025 لـ “حملة انتقامية غير مسبوقة"، شملت كافة مناحي الحياة، وتمثل امتدادا ممنهجا لسياسات التهجير القسري والتطهير العرقي.

وأوضح أن المحافظة وثّقت ارتقاء 91 شهيدا خلال هذه الفترة، فيما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين 47 شهيدا مقدسيا، موزعة بين الثلاجات ومقابر الأرقام.

كما سُجلت 424 إصابة في صفوف المقدسيين، نتيجة الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الاحتلال، والتي شملت الرصاص الحي والمطاطي والضرب والغاز.

وكشف الرفاعي أن المسجد الأقصى المبارك شهد اقتحامات متكررة من قبل المستوطنين تحت حماية شرطة الاحتلال، حيث بلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد منذ السابع من تشرين الأول 102,651 مستوطنا، ضمن ما يُعرف بالفترتين الصباحية والمسائية.

وأشار الرفاعي إلى أن سلطات الاحتلال صعّدت بشكل واضح من سياساتها القمعية ضد المقدسيين، حيث تم تسجيل 2,464 حالة اعتقال، صدر عنها 645 حكمًا بالسجن الفعلي، و161 قرارا بالحبس المنزلي، و235 قرار إبعاد، و14 قرارًا بمنع السفر، بالإضافة إلى مئات قرارات الغرامات والتمديد الإداري.

وفيما يتعلق بسياسة الهدم، أكد الرفاعي أن سلطات الاحتلال نفّذت 625 عملية هدم وتجريف في القدس خلال الفترة ذاتها، استهدفت منازل ومنشآت فلسطينية بحجة البناء غير المرخص، رغم تعمّد بلدية الاحتلال رفض منح التراخيص للفلسطينيين.

وشدد الرفاعي على أن ما يجري في القدس يأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية لفرض واقع تهويدي شامل، تستغل فيه انشغال العالم بالمجازر المرتكبة في قطاع غزة، بهدف تعميق السيطرة على المدينة وإفراغها من سكانها الأصليين

المملكة