أكدت لجنة السياحة والآثار النيابية ضرورة فتح أسواق سياحية جديدة، والتركيز على السياحة الدينية، وتحديث أدوات الترويج والتسويق السياحي للمملكة.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته اللجنة، برئاسة النائب وصفي حداد، الثلاثاء، بحضور وزيرة السياحة والآثار لينا عناب، والأمين العام للوزارة فادي بلعاوي، ومدير دائرة الآثار العامة فوزي أبو دنة، ومدير هيئة تنشيط السياحة عبد الرزاق عربيات، ومدير الشرطة السياحية العميد عماد شومان، وعدد من ممثلي القطاع.

وأوضحت عناب أن مؤشرات الأداء السياحي شهدت تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالعام الماضي، نتيجة تنوع الفئات السياحية الزائرة، ما ساهم في تعزيز صمود القطاع رغم التحديات الإقليمية، مشيرة إلى أن هذا التحسن لم ينعكس بشكل متوازن على جميع المناطق، إذ ما تزال البَترا ووادي رم من أكثر الوجهات تضررًا.

من جهتهم، استعرض ممثلو القطاع السياحي من جمعيات الفنادق، والمكاتب السياحية، وجمعية أدلاء السياح، وجمعية مطاعم البترا، ومجلس المهارات السياحية، أبرز التحديات التي تواجههم، وعلى رأسها انخفاض أعداد الزوار، لا سيما في المناطق المتضررة، ما أدى إلى تراجع النشاط السياحي وإغلاق العديد من المنشآت بشكل كلي أو جزئي.

وأشاروا إلى مشكلات التمويل السياحي، وتراكم المستحقات الضريبية ومستحقات الضمان الاجتماعي، إلى جانب التداخل الإداري في إدارة موقع البترا الأثري، وملاحظات تتعلق بآليات عمل الأدلاء والمكاتب السياحية.

ودعت اللجنة في توصياتها إلى مراجعة البرامج السياحية الداخلية، والنظر في المخالفات المترتبة على المنشآت السياحية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وإعادة تصنيف مصفوفة المنشآت السياحية جغرافيًا، لتوجيه الدعم إلى المناطق الأكثر تضررًا.

وأكدت أهمية العمل مع الجهات المعنية لإيجاد حلول تمويلية تدعم المنشآت الفندقية والسياحية، ودراسة مقترحات لتخفيض الكلف التشغيلية في المناطق السياحية المتضررة، وفي مقدمتها مدينة البترا.

وقال حداد إن القطاع السياحي يواجه تحديات مركبة، أبرزها تباطؤ حركة السياحة الأجنبية وارتفاع الكلف التشغيلية، مشددًا على أن المرحلة الحالية تتطلب حلولًا جريئة وسريعة للحفاظ على استقرار القطاع.

ولفت إلى أن الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة أثّرت سلبًا على السياحة، داعيًا إلى تشخيص دقيق للواقع السياحي، خصوصًا في المناطق المتضررة، وعلى رأسها البترا، بوصفها جوهرة السياحة الأردنية.

بدورهم، قدّم النواب رانيا خليفات، ويوسف الرواضية، وجهاد مدانات، وجمال قموة، وفريال بني سلمان، وإياد جبرين، وسالم العمري، ونجمة الهواوشة، وأروى الزبون، وبكر الحيصة، وعبد الرؤوف الربيحات، جملة من المقترحات الداعمة للقطاع، مؤكدين ضرورة تقديم حلول ملموسة.

وشددوا على أهمية تعزيز التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، لتجاوز المعيقات ودعم القطاع، لما له من دور محوري في الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل.

من جهته، بيّن بلعاوي أن الوزارة تواصل جهودها بالشراكة مع الأطراف المختلفة لتطوير التشريعات، وتمكين العاملين في القطاع.

وأوضح أبو دنة أن دائرة الآثار تتابع المواقع الأثرية بالتعاون مع الإدارات المعنية، للحفاظ على طابعها الأثري والتراثي وفق المعايير العالمية، وضمان حمايتها من التعديات، لما تمثله من قيمة تاريخية وثقافية تُسهم في دعم السياحة والاقتصاد المحلي.

فيما كشف عربيات عن عودة مرتقبة للطيران منخفض التكاليف إلى الأردن، ما سيسهم في جذب مزيد من السياح، خاصة إلى منطقتي البترا والعقبة.

وأكد شومان أهمية الأمن السياحي، مستعرضًا الخطة الأمنية والتنموية الجاري تنفيذها في البترا، بالتعاون مع سلطة إقليم البترا.

المملكة