‏أكّد علماء من دائرة الإفتاء العام، أن سقيا الماء تعدّ من أعظم الصدقات وأوسعها أجراً لما تحققه من نفع دائم للإنسان والحيوان، باعتبارها حاجة أساسية لا غنى عنها في استمرار الحياة، لقوله تعالى "وَجَعَلْنا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ".

‏ودعا العلماء إلى صيانة هذه النعمة وحفظها من الهدر، والتوسع في مشاريع المياه باعتبارها صدقةً جارية واسعة الأجر في الدنيا والآخرة، وتعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات، موضحين أن الاعتداء على شبكات المياه محرّم شرعا.

وقال‏ الناطق باسم دائرة الإفتاء أحمد الحراسيس، إن الله سبحانه وتعالى امتنّ وأنعم على عباده بالماء، وجعله قوام الحياة لكل الكائنات، مشيراً إلى أن القرآن الكريم ذكر الماء في 63 موضعاً ووصفه بصفات الطهور والمبارك والفرات.

‏‏وأضاف الحراسيس أن الصدقة بالماء هي "أفضل الصدقات" كما ورد في الحديث النبوي، مؤكداً قول النبي -صلى الله عليه وسلم- أن «سَقْي المَاءِ»، من الصدقات الجارية التي يلحق ثوابها المؤمن بعد وفاته، وذلك لما فيها من نفع متجدد، وأن الإسلام جعلها باباً عظيماً للتقرب إلى الله.

‏بدوره، أوضح المفتي نشأت الحوري أن للماء بعداً شمولياً إنسانياً واجتماعياً، إذ يقع على الجميع واجب صونه من الهدر والتلوث، والمحافظة عليه عبر السدود والخزانات والآبار الطاهرة، مؤكداً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الإسراف في استخدام الماء ولو كان للوضوء.

‏‏وأشار الحوري إلى أن الصدقة بالماء لا تقتصر على الإنسان، بل تشمل الحيوان كذلك، مستشهداً بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي بيّن أن الرحمة في سقي كلب عطشان كانت سبباً في مغفرة الله لصاحبها وإدخاله الجنة، وأن "في كُلِّ كَبِدٍ رَطِبَةٍ أَجْر".

‏‏ومن جانبه، قال المفتي عمر الروسان، إن صور صدقة سقيا الماء لا تنحصر في المساجد والمدارس، بل تمتد إلى حفر الآبار في المناطق الفقيرة، وإنشاء السدود، وتوفير خزانات متنقلة للمياه، إضافة إلى تحلية المياه وإيصالها للمناطق المحرومة، مبيناً أن الاعتداء على المياه الجوفية دون ترخيص يعدّ مخالفة شرعية وقانونية لكونها من الأموال العامة.

‏ولفت الروسان إلى أن سقيا الماء تشمل أيضاً دفع فواتير المياه عن الأسر العاجزة، وتأمين اشتراكاتها في الشبكات، ووضع مشارب للطيور والحيوانات في المناطق الحارة والفقيرة بالمياه، لتظل هذه الصدقة باباً للأجر المستمر.

‏‏وختموا قولهم، إن سقيا الماء هي أفضل الصدقات بشهادة النصوص الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية، لما تحققه من تلبية أعظم حاجة إنسانية وأساسية، ولأنها تشمل الإحسان للإنسان والحيوان على حد سواء.

بترا