قال المحلل السياسي العين، عمر عياصرة، إن الإسرائيليين بعد السابع من أكتوبر أصبحوا يتحدثون عن أحلامهم، وذلك تعليقا على الأنباء التي نقلتها صحيفة واشنطن بوست عن دراسة خطة تنص على سيطرة الولايات المتحدة على غزة ونقل جميع سكانها.
وأضاف العياصرة عبر برنامج "العاشرة"، الأحد، أنه بعد السابع من أكتوبر وتبخر محور المقاومة وخروج حزب الله من معادلة الصراع وإرهاق إيران، فإن الأهداف الإسرائيلية تكبر وتتدحرج.
وتابع يقول إن مجيء دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أعطى فرصا إضافية لليمين الإسرائيلي في توسيع أهدافه، مؤكدا أن السابع من أكتوبر حرق مراحل كثيرة على الإسرائيليين.
وتابع المحلل يقول "الأمة العربية تعيش حالة من السيولة"، مشيرا إلى أن محور المقاومة كان يستنزف ويخوف إسرائيل، اليوم مع تلاشي هذه القوى فإن إسرائيل ماضية في مشاريعها.
وحذر العياصرة من تفكير الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو في البيت الأبيض وتخطيطه لمشروع في غزة، موضحا أن هذا في غاية الخطورة.
وقال العياصرة إنه على الأمة العربية ضرورة التدخل في إعداد أو إعادة إنتاج خطة تثبت الفلسطينيين في أرضهم.
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، محمد المصري، إن الحال الفلسطيني قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر لم يكن جيدًا، حيث كان هناك اعتداء على المقدسات، وإغلاق الحرم الإبراهيمي، واقتحام المسجد الأقصى المبارك، والتعدي على الكنائس في بيت لحم، فضلًا عن تعذيب الأسرى داخل السجون وسرقة أموال المقاصة.
وأضاف المصري أن الاحتلال الإسرائيلي قد يكون وجد ضالته في السابع من أكتوبر، حيث جاء هذا التاريخ في سياق الصراع الفلسطيني، وليس كطفرة.
وأشار إلى أننا أمام تغول أميركي في المنطقة، وتسيد إسرائيلي يمتد إلى لبنان وسوريا واليمن، دون وجود رد فعل يذكر على ذلك.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأحد أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدرس خطة تنص على سيطرة الولايات المتحدة على غزة ونقل جميع سكانها داخل القطاع وخارجه.
وأضافت الصحيفة أن القطاع المدمر سيوضع وفق الخطة تحت وصاية الولايات المتحدة لمدة لا تقل عن عشر سنوات.
وتابعت الصحيفة التي اطلعت على نشرة من 38 صفحة تتناول تفاصيل الخطة، أن من الأهداف التي صممت بناء على رؤية ترامب المعلنة لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، تحويل غزة إلى منتجع سياحي ومركز للتكنولوجيا المتقدمة، في حين يريد الفلسطينيون أن يكون القطاع جزءا من دولة فلسطينية.
وتدعو الخطة إلى إعادة نقل موقتة على الأقل لجميع سكان غزة الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، إما من خلال مغادرة "طوعية" إلى دولة أخرى وإما إلى مناطق مقيّدة ومؤمنة داخل القطاع في أثناء إعادة الإعمار، بحسب واشنطن بوست.
سيمنح الصندوق الذي سيتولى تنفيذ الخطة سكان غزة الذين يمتلكون الأراضي قسائم رقمية مقابل الحق في تطوير أراضيهم.
ويمكن للمستفيدين استخدام القسائم لبدء حياة جديدة في مكان آخر أو استخدامها في نهاية المطاف للحصول على شقة في واحدة من ست إلى ثماني "مدن ذكية جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي" سيتم بناؤها في غزة، وفق الخطة.
وتحدثت الصحيفة أيضا إلى أشخاص مطلعين على خطة الصندوق ومداولات الإدارة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب.
وفاجأ دونالد ترامب العالم في وقت سابق من هذا العام عندما اقترح أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة، وتنقل جميع سكانه وتبني فيه عقارات.
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمقترح الذي قوبل بانتقادات شديدة من جانب العديد من الدول الأوروبية والعربية.
وكان الرئيس الأميركي قد ترأس اجتماعا الأسبوع الماضي لمناقشة خطط بشأن غزة بعد الحرب، لكن البيت الأبيض لم يصدر لاحقا بيانا أو يعلن أي قرارات.
وقالت الصحيفة إن الصندوق الذي سيدير غزة بموجب الخطة التي يتم النظر فيها الآن، سيطلق عليه اسم "صندوق غزة لإعادة الإعمار والتسريع الاقتصادي والتحول" أو اختصارا "صندوق غريت".
وأوضحت واشنطن بوست أن المقترح صاغه الإسرائيليون أنفسهم الذين أنشأوا "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل والتي تقوم بتوزيع الغذاء داخل القطاع، وقد وجهت إليها انتقادات شديدة من منظمات الإغاثة والأمم المتحدة التي ترفض التعامل معها.
وفي 22 تموز، قالت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت أكثر من ألف فلسطيني كانوا يحاولون الحصول على مساعدات غذائية منذ بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" عملياتها في القطاع، وقد قضى نحو ثلاثة أرباعهم في محيط مراكز المؤسسة.
المملكة + أ ف ب