قال رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيرلوك، الاثنين، إن أطفال غزة يعيشون في حالة رعب متواصل منذ أكثر من 700 يوم، مؤكدة أن المجتمع الدولي لا يستطيع تجاهل مأساة الطفلة الغزية هند رجب التي قُصفت السيارة التي كانت تقلها.
وأضافت خلال مؤتمر تسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية، وتنفيذ حلّ الدولتين في نيويورك، أن "العالم خذل الطفلة الفلسطينية هند رجب والطفل الإسرائيلي كفير بيباس" مشددة على أن الإنسانية لا تكمن في الانحياز إلى طرف دون آخر، بل في إدراك أن لكل حياة القيمة ذاتها.
وأكدت أن على إسرائيل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة فورا، وفي المقابل على حركة حماس إطلاق سراح الرهائن.
كما حذرت من أن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية يقوض آفاق الحل السياسي ويزيد من تعقيد جهود الوصول إلى تسوية عادلة وشاملة.
وشددت على أن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني المستمر منذ عقود لا يمكن حله "بحرب لا نهاية لها، واحتلال دائم، وإرهاب متكرر" مضيفةً أن السبيل الوحيد لضمان عيش الأجيال الفلسطينية والإسرائيلية القادمة "بسلام وأمن وكرامة" هو حل الدولتين.
وردا على المشككين الذين يدّعون أن التوصل إلى هذا الحل قد جرب وفشل، أكدت بيربوك أنه "إذا توقفنا عن السعي وراء الحق؛ لأننا لم ننجح بعد، فسيسود الشر" مؤكدة أن هذا يعني "نهاية هذه المؤسسة التي وعدت بإنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب".
وأضافت أن الرسالة من مؤتمر اليوم وإعلان نيويورك، الذي أقرته 142 دولة عضوا، هي أن المجتمع الدولي لا يظل ملتزما بحل الدولتين فحسب، بل يحدد أيضا "خطوات ملموسة ومحددة زمنيا ولا رجعة فيها لتحقيقه، ونحن على استعداد لاتخاذ تدابير حاسمة وتقديم ضمانات دولية".
وقالت: "إن الدعوة إلى السلام وحل الدولتين ليست نظرية بالنسبة للأطفال الذين يشاهدون الصواريخ تدمر مدارسهم، والعائلات التي تنتظر أنباء عن احتمال إطلاق سراح أبنائها وبناتها من الأسر، وموظفي الأمم المتحدة في غزة الذين شهدوا إطلاق النار على زملائهم، وأولئك الذين أصيبوا أو تشوهوا، والذين سيضطرون إلى التعايش مع صدمة هذا الصراع لبقية حياتهم. إنها طموحة، ولكنها أيضا واجب".
وانطلقت، الاثنين، أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية، وتنفيذ حلّ الدولتين، الذي ترأسه السعودية وفرنسا.
ويشارك في أعمال المؤتمر الدولي جلالة الملك عبدالله الثاني وعدد من رؤساء دول العالم.
ويعتبر حل الدولتين هو الإطار الوحيد المتجذر في القانون الدولي، الذي يدعمه المجتمع الدولي، ينص على قيام دولتين مستقلتين، فلسطين وإسرائيل، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، ضمن حدود آمنة ومعترف بها على أساس خطوط الرابع من حزيران 1967، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الأخرى ذات الصلة.
وأكّدت الأمم المتحدة أن حل الدولتين هو المسار الوحيد الموثوق به لتحقيق سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين الإسرائيليين، وهو "الشرط الأساسي" للسلام في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
ويُعقد المؤتمر بموجب قرارين صادرين من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتتشارك في رئاسته المملكة العربية السعودية وفرنسا. ويهدف المؤتمر إلى المساعدة على إنهاء الاحتلال وتجسيد قيام دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة التي تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل.
المملكة