استأنفت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، أعمال الأسبوع رفيع المستوى للمناقشات العامة لأعمال الدورة الـ80 للجمعية، في نيويورك.
وتستمر أعمال الجلسة التي تعقد هذا العام، تحت عنوان: "معا بشكل أفضل: 80 عاما وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان"، حتى يوم السبت 27 أيلول، وتختتم الاثنين 29 أيلول 2025.
سوريا
قال الرئيس السوري، أحمد الشرع، الأربعاء، إنّ سوريا تحولت بهذا النصر من بلد يصدر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال الاستقرار والسلام والازدهار لسوريا وللمنطقة بأسرها.
وأضاف الشرع خلال خطاب ألقاه في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "سوريا منذ 60 عاماً وقعت تحت وطأة نظام ظالم غاشم يجهل قيمة الأرض التي حكمها ويقهر الشعب الودود المسالم."
وتعهد، بتقديم كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى العدالة.
وأشار إلى أن سوريا تستخدم الحوار والدبلوماسية لتجاوز هذه الأزمة وتتعهد بالالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وتدعو المجتمع الدولي إلى الوقوف معها في مواجهة هذه المخاطر واحترام وحدة وسيادة الأراضي السورية.
وبين أن "الألم الذي عاشته سوريا لا تتمناه لأحد، فنحن من أكثر الشعوب التي تشعر بحجم معاناة الحرب والدمار، لذا فإننا ندعم أهل غزة وأطفالها ونساءها، وباقي الشعوب التي تتعرض للانتهاك والاعتداء، وندعو لإيقاف الحرب فوراً".
ولفت إلى أن التهديدات الإسرائيلية ضد سوريا لم تهدأ منذ 8 كانون الأول 2024 إلى اليوم"، مضيفا أن "السياسات الإسرائيلية تعمل بشكل يخالف الموقف الدولي الداعم لسوريا ولشعبها في محاولة لاستغلال المرحلة الانتقالية، ما يعرض المنطقة للدخول في دوامة صراعات جديدة لا يعلم أحد أين تنتهي".
إسبانيا
وقال ملك إسبانيا فيليب السادس: "لا يمكننا أن نلتزم الصمت أو نتجاهل الدمار والقصف. لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذا العدد الهائل من القتلى المدنيين أو الجوع والتشريد القسري لمئات الآلاف".
وناشد وقف هذا القتل، وطالب حكومة إسرائيل بتطبيق القانون الدولي الإنساني في غزة والضفة الغربية، بوقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن، وإيصال المساعدات إلى القطاع.
ودعا إلى تذكر ظروف إنشاء الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية والفصل الحالك الذي مرت به البشرية في ذلك الوقت.
وأكد ملك إسبانيا الأهمية القصوى للتعاون وتعددية الأطراف للتصدي لتحديات العصر الحالي، وقال إن الأمم المتحدة ليست مهمة فقط ولكن لا يمكن الاستغناء عنها أو إيجاد بديل لها.
وقال: إن ما يجري بغزة يندى له الضمير وهو عارٌ على العالم، ولا يمكننا أن نصمت أو نغض طرفنا عن تدمير المدارس والمستشفيات وقتل المدنيين وتجويعهم في غزة.
وتابع ملك إسبانيا: اعترافنا بدولة فلسطينية ينبغي أن يساعد على إحلال السلام في المنطقة ودعم الاستقرار الإقليمي، وسنستمر في دعم جهود تحقيق سلام دائم وعادل وفقا لمبادئ القانون الدولي.
إيران
أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من على منبر الأمم المتحدة أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، رافضا اتهامات الدول الغربية على هذا الصعيد.
وقال بزشكيان "أعلن هنا، مرة جديدة، أمام هذه الجمعية، أن إيران لم تسعَ قطّ ولن تسعى إلى صنع قنبلة نووية. لا نريد أسلحة نووية".
موناكو
قال أمير موناكو ألبير الثاني، إن السلام الدولي في خطر والنزاعات منتشرة في العالم، والعنف في الشرق الأوسط أدّى إلى معاناة إنسانية غير مقبولة، ويجب إطلاق عملية السلام وحل الدولتين وعدم الإفلات من العقاب وعلينا العمل معا في المساواة واحترام الحقوق.
وشدد على الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في صون الأمن والسلم الدوليين وقال: "أمامنا المزيد من التحديات التي تتطلب العمل الدؤوب، والسلام ليس حلا مثاليا بل ضرورة".
وأكد أمير موناكو أنه لا يمكن التراجع في القضايا المتعلقة بالحريات والاستخدام المفرط للقوة التي تؤدي لفقدان الثقة لدى المواطنين.
أوكرانيا
قال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، إنّ الأوكرانيين ما يزالون يتكبدون خسائر بشرية كل أسبوع مع استمرار الحرب الروسية عليها، واتهم روسيا برفض وقف إطلاق النار واختطاف آلاف الأطفال الأوكرانيين. وتساءل إلى متى حتى يعودوا جميعا إلى أوكرانيا، وأشار إلى الوضع في إسرائيل، وقال: "بعد عامين، لم يُطلق بعد سراح الرهائن. لا بدّ من تحريرهم، ولكن ذلك لم يحدث بعد".
واتهم المؤسسات الدولية بالضعف. وقال: "حتى أن نكون جزءا من تحالف عسكري قوي، لا يعني ذلك ضمان الأمان. مؤخرا قامت مسيرات روسية باختراق المجال الجوي البولندي...أما أستونيا فكان عليها أن تدعو مجلس الأمن للاجتماع بشكل طارئ للمرة الأولى في التاريخ لأن المقاتلات الروسية دخلت بشكل متعمد مجالها الجوي. ومولدوفا تدافع عن نفسها مرة جديدة من التدخلات الروسية".
وقال إن الرد الدولي غير كافٍ، وأكد أن ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يجب أن يطبقا في كل مكان.
سويسرا
أشارت رئيسة سويسرا كارين كيلر سوتر إلى الظروف التي تأسست بعدها الأمم المتحدة، وقالت إن يناير عام 1945 شهد تحرير معسكر الاعتقال والإبادة في أوشفيتز، وفي مايو انتهت الحرب في أوروبا، وفي يونيو اعتمدت 50 دولة ميثاق الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة).
واقتبست أول جملة من الميثاق التي تتعهد فيها الدول بإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب.
وذكرت أن الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة تحل في فترة اضطرابات سياسية واقتصادية حادة، تدور فيها رحى الحروب ويعاني فيها الناس من آلام لا تُوصف، ويبدو خلالها أن السلام العادل والمستدام ما زال بعيد المنال في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وأضافت أن "النزعات السلطوية تتعزز حتى في أوروبا". وذكرت أن هذه الحقبة تفرض اختبارا على التبادل الحر والقانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة الذي قد يتحول إلى مجرد حبر على ورق.
وذكرت أن مواجهة التحديات يتطلب مضاعفة الجهود لأن مكاسب الحضارة لن تكون لها قيمة إن لم تسهم في الحرية والازدهار. وحذرت من الوقوع في خطأين: توجيه أصابع الاتهام للآخرين، أو ترك المنظمات الدولية لتنجز العمل بمفردها كما لو كانت مستقلة عن الدول.
وقالت إن كل منظمة قوية بحاجة إلى أعضاء أقوياء. وأوضحت أن القوة التي تعنيها هي قدرة الدول على تحسين حياة سكانها وإتاحة حيز لهم للإعراب بحرية عن آرائهم في ظل الأمن والحرية.
لاتفيا
قال رئيس لاتفيا إدغار رينكيفيتش، "علينا العمل معا لمنع الحروب والبؤس والموت في العالم ففي الحروب يدفع الابرياء الاثمان والكارثة الإنسانية بغزة تتفاقم، ويجب العمل لوصول المساعدات الانسانية بشكل غير مشروط".
وشدد الرئيس اللاتفي على ضرورة العمل للوصول إلى حل الدولتين والوصول الى سلام عادل وشامل يحقق السلام لكلا الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
كينيا
أكد رئيس كينيا ويليام ساموي روتو، أن بلاده تدعم حل الدولتين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشدّدا على أن السلام العادل والدائم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.
وقال روتو إنه "من الضروري التهدئة الفورية والعزم على استئناف المفاوضات"، مشيرا إلى أن كينيا تعترف بدولة فلسطين رسميًا منذ عام 1989، وأن هذا الاعتراف يعكس التزامها بالقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
ودعا الرئيس الكيني المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود من أجل حماية المدنيين في الأراضي الفلسطينية، وتوفير الحماية الدولية خاصة في المناطق المتأثرة بالصراع، مؤكدًا أن "السلام يجب أن يكون شاملاً وعادلاً للجميع دون تمييز".
وأكد أن أفريقيا ستبقى صوتًا للدعم للقضايا العادلة، وأن بلاده ستواصل الدفع باتجاه دعم الدور العربي والدولي في مساندة الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة.
صربيا
أكد رئيس جمهورية صربيا ألكسندر فوتشيتش، دعم بلاده الثابت لجهود السلام في الشرق الأوسط، مشددا على أن الحل العادل يقوم على مبدأ الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفق القانون الدولي.
وقال فوتشيتش إن "صربيا تدرك حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل النزاعات المستمرة"، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، والعمل الجاد من أجل إنهاء الاحتلال وضمان العدالة والسلام في المنطقة.
وأشار الرئيس الصربي إلى أن بلاده، التي ما زالت تواجه تحديات تتعلق بسيادتها ووحدة أراضيها، تتفهم بشكل خاص تطلعات الشعوب إلى الحرية والاستقلال، في إشارة إلى الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر لنيل حقوقه الوطنية المشروعة.
وأضاف أن صربيا ستواصل دعمها للجهود الدبلوماسية الرامية إلى استئناف المفاوضات، وستبقى ملتزمة بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بفلسطين.
أستونيا
قال رئيس أستونيا ألا كاريس: "لقد فشل النظام متعدد الأطراف القائم على القانون الدولي أيضًا في حماية الفلسطينيين والإسرائيليين. بعد زيارتي لكل من إسرائيل وفلسطين هذا العام، شهدت بنفسي التأثير المدمر لهذا الصراع الطويل".
وأضاف: "يجب ألا يكون المدنيون والأطفال في غزة هم من يدفعون الثمن. إنني أشعر بالحزن العميق لفقدان العديد من الأرواح البريئة، بما في ذلك أرواح الأطفال، بسبب العمليات العسكرية والمجاعة وانتشار الأمراض. كان وعد القانون الإنساني الدولي ضمان عدم معاناة الناس أثناء النزاع المسلح، ومع ذلك، ما حدث في غزة تجاوز كل الخطوط الحمراء".
وتابع: "لقد دعمت إستونيا جميع الجهود من أجل وقف إطلاق النار الذي يوقف القتل ويديم حياة الناس ويعيد جميع الرهائن إلى منازلهم. ولتخفيف الوضع الإنساني الذي لا يُطاق، يجب على إسرائيل احترام القانون الإنساني الدولي بالكامل وتنفيذ التزاماتها بشأن وصول وتقديم المساعدات الإنسانية وأمن العاملين فيها".
وأردف: "لإنهاء دورة العنف حقًا، نحتاج إلى عملية سياسية شاملة تهدف إلى قيام دولتين – إسرائيل وفلسطين – تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن. وأثني على جهود فرنسا والسعودية لتعزيز العمل الدولي لتنفيذ حل الدولتين".
كرواتيا
قال رئيس كرواتيا زوران ميلانوفيتش: "اليوم، يواجه المجتمع الدولي تحديات هائلة. النزاعات المسلحة أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية، وهي تتكاثر وتتصاعد، مما يرهق الأنظمة الإنسانية ويقوض الثقة في قدرتنا على منع أو حل الأزمات".
وأضاف: "في غزة، قتل عشرات الآلاف من النساء والأطفال، ويعيش الملايين بلا أمان أو غذاء أو دواء أو كرامة إنسانية. هذه ليست مجرد حرب، بل مجزرة، وندعو بشكل عاجل لوقفها، ولضمان توصيل المساعدات الإنسانية بأمان—وخاصة للأطفال—ولإطلاق سراح جميع الرهائن".
وتابع: "لا يمكن تحقيق السلام الدائم إلا من خلال الاعتراف العالمي بالطموحات السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني، والتي حُرم منها طويلاً".
المملكة