قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، حسن المومني، الثلاثاء، إنّ تقييم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة يُعد أمرا صعبا، خاصة في ظل الصراعات العميقة التي تتخللها مشاريع مقترحة أو اتفاقيات.

وأشار المومني خلال حديثه لبرنامج "صوت المملكة" إلى أن التقييم يعتمد على "العدسة والمعايير" التي يتم من خلالها النظر إلى هذه الخطة، مضيفا أن الأنسب لتقييم أي مشروع سلام هو المنطلق الواقعي والعقلاني، القائم على حسابات تتضمن الربح والخسارة، بعيدا عن منطق الأبيض والأسود.

وبيّن أن خطة ترامب تعاطت مع أهداف آنية، تمثلت في إيقاف الحرب، إدخال المساعدات، ومنع التهجير والضم، لكنها في المقابل ابتعدت عن نمط التفاوض التقليدي الذي كان قائمًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الذي كان يركّز على قضايا جوهرية مثل القدس، الدولة الفلسطينية، واللاجئين، حيث لم ترد هذه القضايا في الخطة وتم تأجيلها لاحقًا.

وكان ترامب، قد نشر الاثنين 29 أيلول 2025، خطة من 20 بندا لإنهاء الحرب في غزة، ما زالت تتطلب موافقة الأطراف المعنيين، وتنص خصوصا على ترؤسه لجنة تشرف على المرحلة الانتقالية في القطاع.

توالت ردود الفعل الدولية على خطة ترامب بشأن إنهاء الحرب على غزة، التي ما زالت تتطلب موافقة الأطراف المعنيين وتنص خصوصا على ترؤسه لجنة تشرف على المرحلة الانتقالية في القطاع.

وأكد مسؤول فلسطيني مطلع أن حركة حماس، بدأت الثلاثاء بدراسة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في قطاع غزة في أطرها القيادية ومع الفصائل الفلسطينية الأخرى، مبينا أن النقاش قد يحتاج إلى عدة أيام.

سلبية الخطة

أشار المومني إلى أن بعض البنود في الخطة صيغت بشكل ضبابي وتفتقر إلى التفاصيل، في حين أن البنود التي تهم الجانب الإسرائيلي جاءت مصاغة بشكل تفصيلي، ما يُظهر اختلالًا في التوازن في معالجة القضايا.

وانتقد المومني وضع غزة تحت إشراف أجنبي وليس فلسطينيا، مؤكدا أن ذلك أثار مخاوف تاريخية في الوعي العربي تتعلق بمفاهيم الوصاية والانتداب.

ولفت إلى أن الخطة لم تتطرق إلى مسألة الدولة الفلسطينية، بل تحدثت عن "تلبية طموحات الشعب الفلسطيني" ضمن شروط محددة.

خيارات حماس

أكد المومني أن العامين الماضيين أثّرا بشكل كبير على طريقة تفكير حركة حماس، وأن تقييمها لخطة ترامب سيتوقف على السيناريوهات والخيارات المتاحة أمامها، التي وصفها بأنها محصورة بين السيئ والأسوأ.

واعتبر أن رفض الخطة من حماس سيكون بمثابة "انتحار سياسي"، في ظل توافق الأطراف الأخرى حولها، متوقعًا أن تلجأ الحركة إلى إجراء تعديلات شكلية على بعض البنود، دون أن تمس جوهر الخطة.

المملكة