قال الباحث في الشأن الفلسطيني سهيل دياب، الثلاثاء، إنّ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة جاءت لتقدم إجابات عن قضايا مركزية، أهمها إنقاذ إسرائيل، معتبرا أن المبادرة كانت اضطرارية نتيجة قلق الولايات المتحدة من الالتفاف العربي والإسلامي الواسع بعد العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأضاف دياب، خلال استضافته في برنامج "صوت المملكة"، أن جميع محاور الشرق الأوسط باتت ترى في إسرائيل مصدرا لزعزعة الاستقرار في الإقليم، وهو ما شكّل هاجسًا كبيرًا لدى الإدارة الأميركية وترامب تحديدًا، في ظل ما رآه من عزلة متنامية لإسرائيل في المنطقة.

وأشار إلى أن ما وصفه بـ"تسونامي دولي متعلق بحل الدولتين" انطلق من أوروبا الغربية ووصل إلى مؤتمر نيويورك، ولم يتوقف عند حدود الأطلسي، بل امتد إلى الداخل الأميركي، وحتى داخل أروقة الحزب الجمهوري الذي يقوده ترامب.

وذكر أن أكثر من 50% من مؤيدي الحزب الجمهوري أصبحوا يؤيدون قيام دولة فلسطينية، ويرون أن إسرائيل باتت عبئًا على دافعي الضرائب الأميركيين، الأمر الذي دفع ترامب لتقديم هذه المبادرة الاضطرارية التي تسعى لإبداء نوع من التفهم للعالم العربي والإسلامي، بعد تفكيك التحالفات الإقليمية، وضرب الدوحة، وتصاعد الغضب العربي.

وأكد دياب أن ما نحن أمامه اليوم "ليس اتفاق سلام، بل أكثر من هدنة بقليل، وأقل من اتفاق سلام بكثير"، واصفًا الوضعية الحالية بأنها "هلامية".

وأشار إلى أن أحد الأفخاخ الكبيرة في الخطة؛ هو أنها تُنتج سيناريوهين متناقضين: إما أن تُستخدم كمنصة للانطلاق نحو تسوية سياسية تاريخية تشمل حل الدولتين، أو أن تكون مجرد محاولة أميركية–إسرائيلية لتمرير "غيمة سوداء" فوق تل أبيب وواشنطن، وقطع الطريق على أي إمكانية للوصول لحل الدولتين في المستقبل القريب.

وكان ترامب، قد نشر الاثنين 29 أيلول 2025، خطة من 20 بندا لإنهاء الحرب في غزة، ما زالت تتطلب موافقة الأطراف المعنيين، وتنص خصوصا على ترؤسه لجنة تشرف على المرحلة الانتقالية في القطاع.

توالت ردود الفعل الدولية على خطة ترامب بشأن إنهاء الحرب على غزة، التي ما زالت تتطلب موافقة الأطراف المعنيين وتنص خصوصا على ترؤسه لجنة تشرف على المرحلة الانتقالية في القطاع.

وأكد مسؤول فلسطيني مطلع أن حركة حماس، بدأت الثلاثاء بدراسة خطة ترامب للسلام في قطاع غزة في أطرها القيادية ومع الفصائل الفلسطينية الأخرى، مبينا أن النقاش قد يحتاج إلى أيام.

نتنياهو والخطة

لفت دياب إلى أن تصريحات نتنياهو بعد عودته من واشنطن كانت عالية السقف، ومناقضة تمامًا لما وافق عليه أمام ترامب، خاصة تلك المتعلقة باحتلال قطاع غزة، الذي قال، إنه سيمضي به بكل الأحوال.

وفيما يتعلق بموقف حركة حماس، أوضح دياب أن خيارات الحركة قليلة جدًا، وأن الجواب المرجّح سيكون "نعم" على خطة ترامب، لكن مع طلبين رئيسيين من الحركة، أهمهما الحق في تقديم خيارات بديلة لبعض بنود الخطة.

وفي سياق آخر، أكد دياب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنهى حياته السياسية بعد الحرب على غزة، وأنه لن يحصل على تأييد الشارع الإسرائيلي في أي انتخابات مقبلة، إلا من خلال محاولات بسيطة لاختراق المعارضة مسبقا.

المملكة