وصف المحلل السياسي عامر السبايلة، الأحد، خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها ليست سوى إعادة إنتاج لما تحدث عنه سابقا وما تريده إسرائيل فعليا.
وأكّد السبايلة، خلال حديثه لبرنامج العاشرة الذي يُبث على "قناة المملكة" أن ما طرحه ترامب يعكس بشكل واضح خطته التي يرغب من خلالها أن يُسجل نفسه كـ "صانع سلام" و"منهي حرب" مشيرا إلى أن ترامب لم يتحدث عن غزة وحدها، بل تحدث عن السلام في الشرق الأوسط بشكل عام، وهو مشهد أكبر بكثير من مجرد قطاع غزة.
وأضاف، أن العنصر الأهم بالنسبة لترامب هو موضوع "المحتجزين" في قطاع غزة، معتبرا أن ترامب لا يسعى فقط لإنهاء الصراع، ولكن إلى تصوير نفسه كبطل للسلام.
وأوضح أن طريقة التعامل مع ملف غزة لم تكن قائمة على مفاوضات حقيقية، بل على فرض واقع جديد، وهو ما يتجلى في خطة ترامب التي تركز على إجراءات "إجبارية" في المرحلة الحالية.
وأشار السبايلة إلى أن ترامب لم يتحدث عن إخراج سكان غزة بشكل قسري، ولكنه في الوقت نفسه لم يُنكر فرض الطوعية، حيث قال، إنه سيترك أمر إعادة بناء غزة إلى الأطراف المعنية، مضيفا أن هذه النقطة تبرز بأن الخطة هي بمثابة فرض واقع جديد أكثر منه تسوية سياسية.
واستعرض السبايلة جانبا آخر من الخطة يتمثل في "الضرورات الأمنية لإسرائيل" موضحا أن إسرائيل قد حصلت على ما ترغب فيه من خلال فرض خطوط عازلة على الحدود مع قطاع غزة، وهو ما يضمن لها الأمن في عدة جوانب.
وقال السبايلة، إن إسرائيل ستستمر في استخدام القوة إلى أن يتم تسليم المحتجزين من غزة، حيث ستبقى في حالة استعداد دائم، خاصة مع النقاط "الملغومة" التي تحاول حماس تمريرها التي يمكن أن تشكل تعقيدا للمفاوضات.
وأكد السبايلة أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد اتفقتا على العديد من الجوانب في الخطة، والآن يتبقى الجزء الأهم؛ وهو آلية تطبيق الخطوات، لا سيما تسليم السلاح. قائلا: "الدور المصري والعربي والدولي سيكون حاسما في تحديد مستقبل غزة والخطة بشكل عام"، مشيرا إلى أن المباحثات التي ستعقد الاثنين في مصر ستركز أيضا على البُعد الاقتصادي لهذه الخطة.
وفي تفسيره للطبيعة العامة للخطة، قال السبايلة، إن ترامب قدمها كحل "إنقاذي" للجميع، حيث إن جميع الأطراف وصلت إلى مرحلة صعبة جراء استمرار الحرب دون حلول، ولكن رغم بعض التنازلات التي تضمنتها الخطة، إلا أنها تظل بدون ضمانات حقيقية، مما يجعل الانتقال من مرحلة إلى مرحلة "مليئًا بالألغام" التي قد تزعزع الاتفاق في حال تلاعبت بها إسرائيل.
وحذر السبايلة من أن الحديث المستمر عن غزة في وسائل الإعلام قد يغفل التغييرات التي تحدث في الضفة الغربية، قائلا: "إسرائيل تقوم بعمليات خطيرة في الضفة من حيث عملية الضم أو تغيير الواقع على الأرض، وهو ما لم يتم التطرق إليه في الخطة بشكل كافٍ.
ولفت النظر إلى أن الغائب الأكبر في الخطة؛ هو الحديث عن إقامة دولة فلسطينية.
المملكة