قال مستشار محافظة القدس معروف الرفاعي، إن مدينة القدس لا تزال تعيش حالة تصعيد ميداني خطير من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أن التهدئة "لم تنعكس على أرض الواقع في المدينة المحتلة".

وأضاف الرفاعي في تصريحات لـ "المملكة"، أن الاحتلال يواصل عمليات إطلاق النار المباشر على المدنيين، كان آخرها إصابة خمسة فلسطينيين بجروح متفاوتة في محيط بلدتي الرام وقلنديا، إلى جانب اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى من قبل آلاف المستوطنين خلال فترة الأعياد اليهودية، بحماية مشددة من قوات الاحتلال وبدعم من وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وتشكل تحديًا صارخا لكل الدعوات الدولية إلى التهدئة.

وأشار إلى أن الأحياء المقدسية مثل العيسوية وكفر عقب وعناتا تشهد تصعيدا ملحوظا في الاعتقالات الليلية والمداهمات، إضافة إلى تشديد على الحواجز العسكرية مما يفاقم معاناة السكان اليومية، مبينًا أن هذه الإجراءات تُفرغ اتفاق التهدئة من مضمونه الإنساني والسياسي.

وأضاف، " الواقع في المدينة المقدسة يُظهر استمرار إطلاق النار، والاقتحامات، والاعتقالات، وانتهاك حرمة المسجد الأقصى، مما يشكّل شرارة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار محليًّا وعربيًّا ودوليّا".

وأكد الرفاعي أن ما يجري في القدس يشكل خرقا مباشرا لروح اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أُعلن برعاية إقليمية ودولية بهدف إنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني، مضيفًا أن إسرائيل تستغل الهدوء النسبي في غزة لتصعيد اعتداءاتها في القدس وفرض وقائع جديدة على الأرض، وتحولّه إلى هدنة جزئية تخدم الاحتلال وحدَه، بينما تبقى القدس في دائرة الاستهداف الدائم.

ووفقًا للرفاعي، فقد وثقت محافظة القدس خلال الأسابيع الأربعة الماضية، 59 حالة اعتقال طالت نساء وأطفالا وأسرى محررين، 28 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، 33 إصابة بين الفلسطينيين والعمال، 10 عمليات هدم بينها هدم ذاتي قسري وتفجير منازل.

كما بلغ عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى منذ بداية الأعياد اليهودية 9820 مستوطنا، ضمن مجموع بلغ 11898 مستوطنا خلال شهر، بالإضافة إلى 5709 سائحين اقتحموا المسجد، وهو ما وصفه الرفاعي بـ "تصعيد خطير يستهدف هوية المدينة ومقدساتها".

وفيما يتعلق بالاعتداءات الجسدية، أشار الرفاعي إلى استشهاد الفلسطيني سليم راجي حسن أبو عيشة بعد تعرضه لاعتداء وحشي من قبل جنود الاحتلال في بلدة الرام، إضافة إلى 14 إصابة بالرصاص الحي في صفوف العمال الفلسطينيين.

وأكد مستشار محافظة القدس أن الفلسطينيين في المدينة يواجهون هذا التصعيد بسياسة الصمود اليومي رغم غياب أي شكل من الحماية الدولية، مشيرا إلى أن المحافظة ومؤسسات المجتمع المدني تواصل تقديم المساعدات الطارئة، وتوثيق الانتهاكات، ومتابعة ملفات الأسرى والجرحى.

وحذّر الرفاعي من أن استمرار هذه السياسات من شأنه أن يفجر الأوضاع مجددا في المدينة، مشددا على أن لا استقرار في القدس دون رفع الحصار، ووقف الاعتداءات، وإنهاء الاحتلال، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه المدينة وسكانها.

المملكة