شهدت شائعات تشرين الثّاني/نوفمبر، ارتفاعاً طفيفاً مقارنة بتشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، إذ سجّل تشرين الثّاني 60 شائعة، مقارنةً بـ 53 شائعة في تشرين الأوّل.

جاء ذلك في التقرير الشهري لمرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" الصادر الاثنين، وقال "أكيد" إن اللافت للنظر في شائعات تشرين الثّاني ارتفاع عدد الشّائعات التي تخصّ القطاع الصحيّ، إذ بلغ عددها 20 شائعة، وبنسبة 33%، مقارنة بـ 14 شائعة صحيّة شكّلت ما نسبته 26% من شائعات تشرين الأوّل.

ويعزو مرصد "أكيد" ذلك إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا لأرقامٍ قياسيّةٍ، تجاوزت 5 آلاف حالة في عدّة أيّام خلال الشّهر، وقاربت 8 آلاف حالة في أحد الأيّام خلال تشرين الثّاني. وتكرّرت شائعاتٌ حول قُرب إعلان حظر تجول شامل  بين يومين، وأسبوعين، وثلاثة أسابيع وشهر، وهو ما نفته الحكومة والأجهزة الأمنيّة أكثر من 7 مرّات مُختلفة.

وعن مصدر الإشاعة حسب الجهة، تناول رصد "أكيد" عبر منهجيّة كميّة وكيفيّة، موضوعات الشائعات المنتشرة عبر المواقع الإخباريّة الإلكترونيّة، وشبكات التواصل الاجتماعيّ، ووسائل الإعلام، وتبيّن أنّ حصّة المصادر الداخليّة، سواء منصّات تواصل أو مواقع إخباريّة، 56 شائعة من حجم الشَّائعات لشهر تشرين الثّاني، وبنسبة 93%، فيما صدرت 4 شائعات عن جهات خارجيّة بنسبة 4%.

وحول مصدر الشائعة حسب وسيلة النشر، تبيّن من خلال الرَّصد أنّ 42 شائعة كان مصدرها وسائل التواصل الاجتماعيّ وبنسبة 70%، صدرت 41 شائعة منها عن مِنصَّات التواصل المحلية بنسبة قاربت 98%.

وانتشرت شائعة واحدة عبر هذه المنصّات من مصادر خارج الأردنّ بنسبة 2%.

وبلغ عدد الشائعات التي روّج لها الإعلام 16 شائعة، وبنسبة بلغت 27%، صدرت 14 منها عن وسائل إعلام محليّة بنسبة بلغت 87.5%، بينما روّجت وسائل إعلام خارج الأردن لشائعتين بنسبة 12.5%.

رصد "أكيد" خلال شهر تشرين الثّاني شائعتين صدرتا عن مصادر رسمية وبنسبة بلغت 3%، إذ تم تداولهما على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية، وتم تصويبهما من قبل الجهات الرّسمية.

وبلغ عدد الشَّائعات التي تناولت القطاع الصحّي النسبة العليا بواقع 20 شائعة، وبنسبة 33%، تلتها شائعات القطاع الأمنيّ بواقع 15 شائعة شكّلت ما نسبته 25%من إجمالي الشّائعات.

فيما بلغ عدد الشائعات التي تناولت الشأن الاقتصاديّ 9 شائعات، وبنسبة 15%، تلتها الشّائعات التي تناولت الشأنّ السّياسيّ بواقع 7 شائعات وبنسبة 12% من إجمالي الشّائعات، فيما بلغ عدد الشائعات الاجتماعيّة 6 شائعات وبنسبة 10%، وسجّلت شائعات الشأن العام النسبة الدنيا بواقع 3 شائعات، وبنسبة 5%.

وحول انتقال الشائعات من التواصل الاجتماعي إلى الإعلام، انتقلت 3 شائعات خلال تشرين الثّاني من مواقع التَّواصل الاجتماعيّ إلى المواقع الإخباريّة، وبنسبة بلغت 5%، وهي نسبة مقاربة للشائعات التي انتقلت إلى الإعلام في تشرين الأوّل بواقع 4 شائعات شكّلت 7.5% من إجمالي شائعات تشرين الأوّل.

ويرى مرصد "أكيد" أنّ القاعدة الأساسيّة في التعامل مع المحتوى الذي يُنتجه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعيّ هي عدم إعادة النشر إلا في حال التحقّق من مصدر موثوق، وأنّ الاعتماد على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعيّ كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقّة هذه المعلومات من عدمها يتسبّب بنشر الكثير من الأخبار غير الصحيحة، ومن ثَم ترويج الشائعات.

واعتمد مرصد "أكيد" على تحديد الشائعات الواضحة بأنّها غير صحيحة، أو تلك الأخبار التي ثبت عدم صحّتها بعد نشرها خلال الأيّام التي تلت النشر.

وطوّر "أكيد" مجموعة من المبادئ الأساسيّة للتحقّق من المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون، وبصرف النَّظر عن نوع المحتوى، إن كان مرئيّاً، أو مكتوباً، أو حتى مسموعاً، والتي توضّح ضرورة طرح مجموعة من الأسئلة قبل اتخاذ قرار نشر المحتوى المنتَج.

ويُذكر أنّ "أكيد" قام بتطوير منهجيّة لرصد الشائعات، إذ تمّ تعريف الشائعة بأنّها "المعلومات غير الصحيحة، المرتبطة بشأن عام أردني، أو بمصالح أردنيّة، التي وصلت إلى أكثر من 5 آلاف شخص تقريباً، عبر وسائل الإعلام الرقميّ".

وعادة ما تزدهر الشائعات في الظروف غير الطبيعيّة، مثل أوقات الأزمات، والحروب، والكوارث الطبيعيّة وغيرها، ولكن هذا لا يعني "عدم انتشارها" في الظروف العاديّة، ومن المعروف أنّ الشائعات تُروّج بشكلٍ ملحوظ في بيئات اجتماعيّة، وسياسيّة، وثقافيّة دون أخرى، ويعتمد انتشارها على مستوى غموضها، وحجم تأثير موضوعها.

بترا