قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، الثلاثاء، إن مهاجمة عناصر من قوات الاحتلال الإسرائيلي جنازة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في 13 أيار/مايو الحالي "سلوك غير إنساني لا يمكن تخيله".

وأوضح الصفدي خلال مشاركته في جلسةٍ حواريةٍ بشأن منطقة الشرق الأوسط، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، الذي يقام في سويسرا، أن استشهاد الصحفية أبو عاقلة الفلسطينية-الأميركية "جريمة كان يجب أن يتردد صدى صوتها بشكل كبير في العالم لأنها كانت تقوم بعملها واغتيلت في أثناء قيامها بواجبها، وما حدث بعد ذلك أعتقد أنه سلوك غير إنساني في جنازتها، ولا يمكن للمرء أن يتخيله ويجب ألا يحدث هذا في العالم دون أن يتم الرد عليه".

وجدد دعوته إلى "تحقيق شامل ليساعد على ضمان تحميل القتلة أو المجرمين المسؤولية"، مشيرا إلى أن استشهاد أبو عاقلة "حادث مأساوي".

واستشهدت أبو عاقلة في 11 أيار/مايو الحالي برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في أثناء عملية له في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.

الصفدي لفت النظر إلى أن "كل المؤشرات تبين بأن الوقائع واضحة وهناك شهود عيان بأن شيرين أبو عاقلة قد استهدفت من الجيش الإسرائيلي". 

الصفدي قال إن "هذه حادثة من ضمن حوادث كثيرة وكان هناك عشرات من الفلسطينيين الذين قتلوا في اشتباكات في الأراضي المحتلة، وبالتأكيد لا يوجد أي أفق سياسي لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني هذا يقتل الأمل، وهذا يسمح لوصول الإحباط وتمكين الراديكاليين في كل مكان".

وجدّد تأكيده أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي الذي "سيفضي في النهاية إلى تشكيل دولة ذات سيادة فلسطينية على حدود عام 1967 عاصمتها القدس والعيش بأمان مع إسرائيل ...".

وتحدث الصفدي عن غياب كامل للأفق السياسي و"تعزيز لاحتلال الأراضي الفلسطينية من خلال بناء المستوطنات الإسرائيلية ومصادرة الأراضي وحرمان الناس من منازلهم".

وحذر: "إذا لم نحل النزاع على أساس حل الدولتين هذا يمكن أن يؤدي إلى الإجراءات غير القانونية التي تقوض هذه الإمكانية".

وذكر "أنا أمثل دولة وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل فعندما نتحدث فنحن نتحدث بمصداقية صانعي سلام، نحن نتحدث بشكل صريح ومنفتح جميعنا نريد السلام ...".

وقال إن واقع الدولة الواحدة "لن يكون حلا سيكون واقعا سيئا بشعا وسنتعامل مع تبعاته، وبذلك السلام هو حل استراتيجي لنا جميعا وضرورة لنا جميعا للعالم العربي ولإسرائيل هذا المسار أعيق لعقود طويلة".

وأشار إلى أن "الأزمة الفلسطينية مستمرة منذ عقود وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي انتهك لسنوات عديدة"، لافتا النظر إلى أن "الأزمات في سوريا وليبيا واليمن تعاني من إدارة سياسات الوضع الراهن".

وذكر الصفدي أن "موضوع اللاجئين الذي أصبح إحدى النتائج المنسية إلا إذا كان اللاجئون أوكرانيين" لكنه قال: "يجب أن يقدم للاجئين الأوكرانيين ما يستحقونه من المساعدة، ويجب ألا يكون أي لاجئ يعيش في مرارة وفي عوز".

"اللاجئون الفلسطينيون يعانون من العجز في كل عام، واللاجئون السوريون يعيشون بشكل مباشر في ضعف الانتباه وضعف الدعم لهم، ... لدينا نظام عالمي هش ويجب أن نعمل مع بعضنا البعض بشكل شمولي وهذه رسالتي" على ما أفاد الصفدي.

الصفدي، رأى أنّ المنظومة الدولية "أثبتت أنها هشة وأن الأزمات تتجاوز محيطها"، داعيا إلى "العمل بشكل شمولي". وأوضح، أنه "سأقول إن العالم مرة أخرى أثبت أن المنظومة الدولية هشة، وأن أي أزمة تحدث في أي مكان في العالم فهي تذهب بعيدا أو تتجاوز جوارها وهذا أمر نتعلمه منذ عقود".

وتساءل الصفدي: "ما الدروس المستفادة؟ كيف يمكننا أن نخفف من عواقب هذه الأزمة وألا تصبح أسوأ؟ وكيف نتعلم من هذه الأزمة لكي نوظف مرة أخرى مقاربات شمولية وأفضل الممارسات لكي لا نواصل العيش في السياسات الوضع الراهن؟"، مشيرا إلى أن "بعض الدول كانت تقول إن هذه العواقب لا تؤثر عليها يجب أن نعمل لحل هذه الأزمات وألّا نتجاهل الأزمات الأخرى لأنه كما رأينا بأن الأزمة التي اندلعت كبيرة".

المملكة