في الذكرى السابعة والأربعين لرحليه، يعود الصحفي والكاتب الفلسطيني غسان كنفاني ليطل من جديد في القدس بعرض مسرحي غنائي مأخوذ عن عمله (القنديل الصغير) يعرض لأول مرة في المدينة.

وبدأ مركز يبوس الثقافي في القدس، الأربعاء تقديم مسرحية (الفوانيس) التي تدور أحداثها حول وصية يتركها الملك لابنته الأميرة مفادها أنه إذا أرادت أن تصبح ملكة فعليها أن تجعل الشمس تدخل إلى القصر.

ووصل العرض إلى القدس بعد 15 عاما من تقديمه في رام الله حين قدمه وقتئذ المعهد الوطني للموسيقى.

وكان كنفاني، المولود في عكا عام 1936، كتب (القنديل الصغير) لابنة أخيه لميس التي ماتت معه في تفجير سيارة في لبنان في الثامن من يوليو/ تموز 1972.

ويشير التعريف المطبوع بالمسرحية إلى أن "قصة القنديل الصغير هي أول عمل يكتبه للأطفال".

وليلة أمس وقف 40 طفلا وفتى تتراوح أعمارهم بين ثماني سنوات و 18 سنة على خشبة مسرح مركز يبوس الثقافي القريب من أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس يرافقهم 33 عازفا من أوركسترا المعهد الوطني للموسيقى.

وتنقل الفتية بين 28 لوحة فنية تنوعت فيها الألحان الموسيقية بين الشرقية والغربية والإضاءة الحديثة المتقنة.

وعمل الفنان محمد عاموس على رسم لوحة فنية كخلفية للمسرح يظهر فيها رسم للشمس والجبال لتعبر عما تدور حوله المسرحية.

وتولى الموسيقار الفرنسي أورليان بلو قيادة الأوركسترا التي كان من بين أعضائها 4 أجانب إضافة إلى 28 فلسطينيا.

وقال الموسيقار سهيل خوري بعد عرض تجريبي حضره عدد من الصحفيين وأقارب المشاركين فيه: "نعود لتقديم العمل مرة أخرى بعد 15 عاما مع أطفال جدد خضعوا لأكثر من سنة ونصف من التدريب".

وأضاف: "نقدم هذا العمل اليوم في مكان مخصص لعرض المسرحيات الغنائية حيث هناك حجرة أسفل المسرح لتعزف فيها فرقة الأوركسترا".

وأوضح خوري أن فكرة العمل "بدأت في 1994،وبدأ العمل عليها لمدة 10 سنوات بشكل متقطع قبل أن يقدم العرض الأول عام 2004، وبعد 15 عاما نعود لتقديم العمل مرة أخرى".

وتحدث عن صعوبة تلحين النص النثري الذي كان بمنزلة تحد، وقال: "شاهدنا اليوم النتائج على الأرض، وهذا العرض الرائع للأطفال على خشبة المسرح ... يمكننا القول، إننا نؤسس لمسرح غنائي. سنعمل ليكون لدينا عرض سنوي على الأقل".

وقالت نور ناصر الدين (16 سنة) التي مثلت دور الأميرة في المسرحية: "أنا أغني منذ زمن، لكنها المرة الأولى التي أمثل بها الأمر الذي أسعدني، فقد أحببت الموسيقى والأغاني".

وأضافت: "تعلمنا من هذه المسرحية أن التوحد يصنع الكثير"، مضيفة بالعامية "أصلاً الأغنية بتقول لما الفوانيس بتتجمع أكثر من الشمس بتولع".

العرض أخرجه فرناندو نوبي وإدوارد معلم، وكتب له السيناريو وسيم الكردي، ووضع الموسيقى سهيل خوري وصمم الديكور ماجد الزبيدي، وكانت الأزياء من تصميم حمادة عطا الله.

ووصف المخرج إدوارد معلم المسرحية بأنها تجربة مهمة للمشاركين فيها، وقال لرويترز بعد العرض: "أنا متأكد هذا العمل راح يتذكروه طول عمرهم ... ساعات من التدريب، وتجارب الأداء، وكثير منهم لأول مرة بوقف على خشبة المسرح".

وأضاف: "نحتاج إلى عمل بشكل مشترك بين مختلف المؤسسات الثقافية التي تعمل في مجال الموسيقى والغناء والرقص؛ لنؤسس مسرحا غنائيا فلسطينيا".

ويستمر عرض المسرحية في مركز يبوس الثقافي للجمهور من 13 إلى 20 يوليو/تموز.

وقالت رانيا إلياس مديرة المركز لرويترز: "هذا العمل يحمل رسالتين، الأولى أن نقدم مسرحا غنائيا بطريقة محترفة من حيث الإنتاج والإخراج والتمثيل والإضاءة والملابس".

وتابعت: "الثاني، نريد زرع القيم بالفتية المشاركين من خلال قصة غسان كنفاني، وما تضمنته عن الوحدة والحرية والعمل الجماعي".

رويترز