تُعتبر ألمانيا ثاني أكبر دولة مانحة للأردن بعد الولايات المتحدة، بقيمة مساعدات وصلت في 2017 إلى نحو 577 مليون يورو، بحسب أرقام وزارة التخطيط.

وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أعلن خلال زيارة للأردن في حزيران/يونيو، أن بلاده ستعمل على توفير قرض غير مشروط بقيمة 100 مليون دولار أميركي لدعم جهود الأردن.

وأضاف: "نحن على علمٍ بالوضع الاقتصادي الصعب في الأردن نعرف ذلك جيداً؛ ولذلك يسعدنا تواصل الأردن المشترك مع صندوق النقد الدولي في طريق الإصلاحات، وذلك بشكل شجاع جداً، ونحن نحترم ذلك احتراماً كبيراً".

قبل ذلك بعام، أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في حزيران/يونيو 2018 عن إقراض الأردن 100 مليون دولار "غير مشروط لمواجهة التحديات التي يمر بها"، إضافة إلى منحة بقيمة 384 مليون يورو "بهدف تمويل مشاريع إنمائية تتعلق بالصحة والتعليم" في الأردن.

اتفاقيات

الحكومتان الأردنية والألمانية وقعتا 3 اتفاقيات تمويل بقيمة 115 مليون يورو، منها 20 مليون يورو منحة تأتي ضمن التزامات الحكومة الألمانية كمساعدات جديدة في عام 2018، و95 مليون يورو قروض ميسرة جداً من ضمن المساعدات التي التزمت بها ألمانيا للأردن عام 2017 خلال المباحثات الرسمية الأردنية الألمانية للعام 2017.

والتزمت ألمانيا خلال المحادثات الحكومية الأردنية الألمانية السنوية التي عقدت في عام 2017، بتقديم مساعدات للأردن لعام 2017 بحجم إجمالي يصل إلى نحو 600 مليون يورو، تتضمن مساعدات تنموية (مالية وفنية) وإنسانية للاجئين السوريين والمجتمعات المستضيفة، وهي سابقة لألمانيا جعلت منها ثاني أكبر دولة مانحة للأردن.

وزارة التخطيط أوضحت حينها أن الاتفاقية الأولى هي اتفاقية المنحة وقيمتها (20) مليون يورو تأتي لتمويل المرحلة الثالثة لمشروع "تمويل الرواتب لدعم تسريع وصول أطفال اللاجئين السوريين للتعليم الرسمي للعام الدراسي 2018/2019، وبما لا يؤثر على جودة التعليم للأردنيين" الذي بدوره يخفف العبء على الموازنة العامة، ويؤكد أن وجود الطلاب السوريين في المدارس الأردنية لا يؤثر على جودة التعليم.

أما اتفاقية القرض الميسر جداً لتمويل المرحلة الثانية من برنامج الصرف الصحي لحماية مصادر المياه بقيمة (20) مليون يورو، فتهدف إلى تطوير وتوسيع محطة معالجة مياه الصرف الصحي في السلط، وبناء محطة للطاقة المائية على خط أنابيب الصرف الصحي في منطقة الشونة.

ويهدف هذا البرنامج بشكل عام إلى إعادة تأهيل وتحسين أنظمة جمع مياه الصرف الصحي، وتحسين كفاءة الطاقة في قطاع المياه، وبدأ تنفيذ هذا البرنامج في عام 2017، حيث تم إنجاز شبكة صرف صحي في منطقة شفا بدران/ شمال عمّان، وشبكة صرف صحي في منطقة السخنة في محافظة الزرقاء.

الاتفاقية الثالثة لتمويل الدفعة الثانية من مساهمة بنك الإعمار الألماني للقرض المشترك الميسر جدا والموجه لدعم قطاع المياه من خلال الموازنة العامة، بقيمة 75 مليون يورو، وسيساهم هذا القرض في تغطية الفجوة التمويلية، وإعادة هيكلة المديونية وفق برنامج الإصلاح المالي والموازنة العامة للعام 2018 التي وافق عليها مجلس الأمة، إذ إن هذا النوع من التمويل يقدم مباشرة لخزينة الدولة.

وزارة الصناعة والتجارة والتموين والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وقعتا في تشرين أول/أكتوبر 2018 اتفاقية بقيمة 7 ملايين يورو؛ بهدف "تنفيذ برنامج دعم المؤسسات الميكروية والصغيرة والمتوسطة لأجل التشغيل".

الاتفاقية تسعى إلى "دعم المؤسسات الميكروية والصغيرة والمتوسطة لأجل على مدار 4 سنوات (2018-2022).
 

قروض

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعلنت في حزيران/يونيو 2018 عن إقراض الأردن 100 مليون دولار "غير مشروط لمواجهة التحديات التي يمر بها" إضافة إلى منحة بقيمة 384 مليون يورو "بهدف تمويل مشاريع إنمائية تتعلق بالصحة والتعليم" في الأردن.

"الأردن وقع اتفاقية تمويل من بنك الإعمار الألماني بقيمة 97 مليون يورو، تشمل تمويل قرض بقيمة 60 مليون، يورو لخفض تكاليف الطاقة في قطاع المياه وتنفيذ مشاريع مائية وصرف صحي في إربد والرمثا بقيمة 37 مليون يورو" بحسب وزارة المياه والري.

القرض الأول الذي تبلغ قيمته 60 مليون يورو، مقدم من بنك الإعمار الألماني‬ لتمويل تنفيذ مشاريع طاقة متجددة في قطاع المياه ضمن المرحلة الـ4 بهدف زيادة إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة وخفض تكاليف الطاقة لشركات المياه وتحسين التوازن للطاقة، وتحقيق أهداف قطاع المياه لمواجهة آثار التغير المناخي، وتحقيق كفاءة واستدامة لمصادر المياه.

"اتفاقية القرض الثانية بقيمة 37 مليون يورو الممولة من بنك الإعمار الألماني، بين الوزير أنها "تأتي في إطار التعاون بين بنك الإعمار الألماني والوكالة الفرنسية للتنمية، لتمويل مشاريع في مناطق شمال الأردن الأكثر تعرضاً لموجات اللجوء السوري".

وقعت الحكومتان الأردنية والألمانية في تشرين أول/أكتوبر 2018 اتفاقية لمنح عمّان قرضا ميسرا بقيمة 86 مليون يورو، الذي أعلنت عنه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال زيارتها للأردن.

تمويل

سفيرة ألمانيا في عمّان بيرغيتا سيفكر إيبرله، أطلقت برنامجاً جديداً ممولاً من الحكومة الألمانية من خلال بنك الإعمار الألماني لدعم مراكز مكاني التابعة لمنظمة يونيسف المعنية بشؤون الطفل لمدة 3 سنوات؛ مما يتيح الاستفادة لأكثر من 28 ألف طفل من الأردنيين واللاجئين.

ويوفر البرنامج دعماً بقيمة 13.5 مليون يورو للسنوات الثلاث المقبلة؛ لدعم النمو البدني والعقلي والاجتماعي والعاطفي للأطفال والشباب والآباء، بحسب وزيرة التخطيط والتعاون الدولي السابقة ماري قعوار.

المحادثات الحكومية الأردنية الألمانية السنوية حول التعاون التنموي لعام 2018، نتج عنها توقيع محضر للمحادثات تضمن تخصيص ما مجموعه (462.12) مليون يورو كمساعدات جديدة من منح ومساعدات فنية وقروض ميسرة لتمويل مشاريع تنموية ومنح لدعم اللاجئين السوريين، وفق بيان صدر عن وزارة التخطيط.

والتزمت ألمانيا خلال محادثات الأردن وألمانيا التي عقدت في 2017، بتقديم مساعدات للأردن لعام 2017 بحجم إجمالي يصل إلى 600 مليون يورو.


سياسة

جلالة الملك عبدالله الثاني، التقى في آب/أغسطس 2019 مع وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب-كارنباور، في اجتماع ركز على سبل تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الأردن وألمانيا، خصوصا في المجالات الدفاعية.

المستشارة الألمانية أنغيلا دعت أوروبا في آذار/مارس 2019 إلى الوقوف إلى جانب الأردن وقيادته وتقديم المساعدة لهم لدعمهم اللاجئين السوريين. وقالت إن "الأردن أثبت أنه دعامة سلام في المنطقة والشرق الأوسط، وبقي بعيداً عن النزاعات" مشيدة بصمود الأردن في دعم العملية السلمية، وإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ودولتين تعيشان في سلام.

وبحث الملك وميركل في تشرين أول/أكتوبر 2019 العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل توسيع التعاون بينهما في مختلف المجالات، والتأكيد على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

رئيس الوزراء عمر الرزاز أكد خلال خلال استقباله مسؤول الشؤون السياسية في وزارة الخارجية الاتحادية الألمانية، أندرياس ميشانيلس، على العلاقات الوثيقة التي تربط الأردن بجمهورية ألمانيا الاتحادية، وتطلع الأردن لمواصلة التعاون والتنسيق بين البلدين لمواجهة تحديات اقتصادية تواجه الأردن.

وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ماس" ثمة حوار استراتيجي وتعاون في مجالات اقتصادية بين الأردن وألمانيا" التي تعتبر ثاني أكبر مانح للأردن.

"نحن وألمانيا ننطلق من ذات المبادئ التي تستهدف تحقيق السلام والاستقرار، وتستهدف تحقيق التنمية في المنطقة، وتستهدف المساعدة بكل ما نستطيعه من أجل حل قضاياها والتعامل مع تداعيات الأزمات، مثل قضية اللاجئين السوريين" بحسب الصفدي.

سفيرة ألمانيا السابقة بريجيتا سيفكر إبيرلي قالت، إن بلادها تدرك حجم الظروف الإقليمية المحيطة بالأردن، وأثرها السلبي على جو الاستثمار، مشيرة إلى أن الحكومة الألمانية ومن خلال دعمها للأردن في مختلف المجالات تعمل عل دعم الاقتصاد الأردني، وتعزيز قوته للصمود أمام التحديات التي تواجهه.

المملكة