في كل ربوع الوطن، حيث المحميات الوطنية تنتشر، في واحاتها، وممراتها، وجدران مبانيها، التي جبلت بعرق الأوائل، ممن سعوا لتأسيس مرحلة جديدة في وطننا الغالي، كان هناك بصمة أو خطوة للملك الراحل الحسين بن طلال، الذي تشرفت الجمعية برئاسته الفخرية لها منذ البداية، وهو ما عظم من حجم المسؤولية على روادها.

واليوم وبعد 54 عاما على تأسيس الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، حين كان جلالة الملك الحسين حاضرا في ذلك اليوم، يسير جلالة الملك عبد الله الثاني على ذات الطريق ويستمر جلالته في منح المحميات الطبيعية دفعة قوية للمضي قدما في رسالتها السامية بحماية الطبيعة والإنسان في وطننا الغالي.

منذ اليوم الأول لتأسيسها حظيت الجمعية بدعم لا متناهٍ من جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال، فكانت زياراته المتكررة للمحميات وخاصة في ذلك الوقت محميتي الشومري وضانا، برفقة أصحاب السمو الأمراء يتقدمهم جلالة الملك عبد الله الثاني حين كان أميرا، الداعم الأهم للمحميات والقائمين عليها، وشكلت هذه الزيارات الملكية دفعة معنوية ورسالة مفادها بأن حماية الطبيعة تحظى بالرعاية الملكية السامية.

يستذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة خالد الإيراني وهو أحد رواد الجمعية الأوائل ممن عاصروا عهدين من الدعم الملكي للجمعية، عهد التأسيس الذي دشنه جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وعهداً استمر فيه جلالة الملك عبد الله الثاني في دعم الجمعية ومنحها الدعم اللازم حتى أصبحت اليوم قصة وطنية بامتياز.

وجال جلالة الملك الحسين بن طلال في المحميات الطبيعية منذ تأسيسها، خيم فيها، تسامر مع موظفيها والمجتمعات المحلية، وكان قريبا إلى الطبيعة والإنسان في تلك المحميات بحسب الإيراني الذي أضاف، لا يزال الكثير من أبناء المجتمعات المحلية في تلك المحميات يستذكرون زيارات جلالته والجلسات البسيطة والدافئة التي حظوا فيها بمعية جلالته.

ويقول الإيراني ،كرس جلالة الملك الحسين بن طلال كثيرا من جهوده ووقته لدعم المحميات برغم الظروف السياسية الصعبة التي لازمت الوطن منذ التأسيس، وكان حريصا على تفقدها وزيارتها والاستماع إلى التحديات والمعيقات التي تواجهها، بالإضافة إلى الاستمتاع بأجواء الطبيعة الفريدة في محمياتنا النادرة.

وبين أنه وفي ستينيات القرن الماضي وحين تعرضت الدول العربية لهجمات تشويه مبرمجه اتهمت فيها دولنا بالهمجية في ذلك الوقت، استشهدت صحيفة الواشنطن بوست بتأسيس الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن وأظهرت الصحيفة بأن بلداً يحرص على حماية الطبيعة هو بلد متحضر وراقٍ.

وبحسب الإيراني، استمر الدعم الملكي في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يحرص على الدوام على زيارة المحميات ويصدر توجيهاته السامية بتذليل كافة العقبات أمامها حتى أصبحت اليوم المحميات تشكل قرابة 4% من المساحة الكلية للمملكة.

واعتبر الإيراني أن جلالة الملك الحسين كان صاحب بصيرة وأفق واسع وأنه جلالته تنبه من البداية لضرورة تأسيس الجمعية لتكون وجها مشرقا في حماية الطبيعة في حين أن جلالة الملك عبدلله داعم للمشاريع الاقتصادية الاجتماعية التي تسهم في تحسين واقع المجتمعات المحلية وهو دائم الزيارات للمحميات ويتفقد المجتمع المحلي والمشاغل، وكان جلالته دائما يوجه بزيادة فرص العمل وتمكين المجتمعات المحلية وتكريس كل الإمكانيات لحماية الطبيعة ودعم المجتمعات المحلية.

ومنذ أن اعتلى جلالته العرش في التاسع من حزيران/يونيو 1999، كرس جلالته جهوده نحو مأسسة حماية الطبيعة في الأردن من منظور تنموي ينعكس على حياة الإنسان، والتوجه نحو تحقيق الاستدامة ومساعدة المجتمعات المحلية من خلال حماية الطبيعة بهدف الوصول إلى حياة أفضل لجميع الأردنيين مبينا أن جلالته يركز على التنمية والتعليم في حين أن جلالته وضع حجر الأساس للأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة ، كما أن جلالته وجه بإنشاء أكواخ جديدة في محمية غابات عجلون ووجه بتوسعة بيت الضيافة في محمية ضانا للمحيط الحيوي.

وبين الإيراني بأن الجمعية بكل كوادرها وموظفيها ومتطوعيها تعمل بكل طاقتها لتكمل المسيرة في إدارة وتأسيس والحفاظ على المحميات الطبيعة، لتكون عند حسن ظن جلالة الملك عبد الله الثاني وتمضي قدما في دورها وتأدية رسالتها.

المملكة