بحث رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، الأربعاء، مع رئيس مجلس الشورى البحريني علي بن صالح الصالح والوفد المرافق له، الذي يزور المملكة بدعوة رسمية من مجلس الأعيان، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.

وأشاد الفايز خلال اللقاء، بالمستوى الرفيع الذي وصلت إليه العلاقات الأخوية بين البلدين، مؤكدا أنها علاقات متينة وراسخة وأصبحت تشكل أنموذجا في العمل العربي المشترك، يحرص على تنميتها جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وأشار إلى التنسيق المتواصل بين جلالتيهما حول كل ما من شأنه أن يسهم في تعزيز علاقاتنا وترسيخها وتوحيد مواقفنا حول مختلف قضايا أمتنا العربية.

وقال إن "علاقاتنا الثنائية لم تكن مجرد علاقة قائمة على المصالح بل تجاوزت ذلك إلى مستويات وحدة الهدف والمصير وهي تنطلق من ثوابت تعزز مفهوم الأمن المشترك، حيث نؤمن بأن أمن دول الخليج العربي واستقرارها، جزء من أمننا الوطني ولهذا نرفض تدخل أي جهة في شؤون البحرين ودول الخليج عموما".

وأكد الفايز أن أمتنا تواجه تحديات سياسية وأمنية واقتصادية والتغلب عليها يتطلب تفعيل العمل العربي المشترك.

وبين أن "البرلمانيين والبرلمانيات، ومجالس الشورى والشيوخ، تقع عليهم مسؤولية كبيرة، فمن واجبها العمل مع السلطات التنفيذية والسياسية، لإيجاد المعالجات الحقيقية لواقع أمتنا، وهذا يتطلب تعزيز العمل البرلماني العربي وتوحيد جهود مجالسنا المختلفة لتجاوز الخلافات ومعالجتها".

وأضاف، إن "علينا العمل نحو مسار حقيقي للتنمية الاقتصادية المتكاملة، يبدأ بتشكيل اتحاد اقتصادي بين دولنا وبلورة موقف عربي موحد، حول مختلف قضايا أمتنا السياسية والأمنية، ليكون مستقبلنا بأيدينا، ومن أجل وقف التدخلات الإقليمية بشؤون أمتنا العربية ولتكون لدينا قدرة التصدي لأية محاولات تقسيم جديدة ووضع حد لسياسيات دولة الاحتلال الإسرائيلي".

ولفت إلى أننا "في مجلس الأعيان نعتز بعلاقاتنا التاريخية، ولدينا حرص أكيد على تطويرها، والبناء عليها في مختلف المجالات، وعلى زيادة التعاون بين مجلسينا، خدمة لقضايانا المشتركة وتحقيق تطلعات شعبينا الشقيقين، وخدمة قضايا أمتنا العربية، ولتوحيد جهودنا ومواقفنا، في مختلف المحافل البرلمانية العربية والدولية، حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وتطرق إلى أهمية "عمل مجلسينا، من أجل تفعيل الاتفاقيات المشتركة بين بلدينا الشقيقين، وبناء المزيد من الشراكات الاستثمارية والتجارية الأردنية البحرينية، وتوقيع المزيد من الاتفاقيات، التي تنهض بعلاقاتنا الاستراتيجية، إضافة إلى ضرورة إزالة كافة العقبات، التي تعترض زيادة التبادل التجاري بين بلدينا".

ودعا رئيس مجلس الأعيان "المستثمرين ورجال الأعمال في البحرين، إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في الأردن، في قطاعات التعدين والمياه والطاقة والنقل العام والسياحة".

وثمن "مواقف مملكة البحرين الداعمة للأردن والمساندة لجلالة الملك عبدالله الثاني في مساعيه الرامية إلى إحلال السلام في المنطقة وحل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية"، مقدرا أيضا دعم المنامة للوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.

وجدد الفايز "رفض الأردن المطلق التهجير القسري للشعب الفلسطيني، ولأية حلول للقضية الفلسطينية على حساب الأردن وثوابتنا الوطنية أو أية محوالات للمس بالوصاية الهاشمية وأن أي حلول مشبوهة، هي حلول مرفوضة وسيتصدى لها الأردن بحزم وقوة".

ونوه بأننا "في الأردن نعتز بمستوى التطور الكبير الذي تشهده مملكة البحرين، متمنين لها ولشعب البحرين، المزيد من التقدم والرخاء في ظل قيادة البحرين الحكيمة".

وأعرب الفايز عن أمله أن تعزز الزيارة "علاقاتنا وتتعمق بمختلف المجالات، وأن ترتقي إلى مستوى طموحات شعبينا الشقيقين، ولمستوى العلاقة الأخوية التي تربط جلالة الملك عبدالله الثاني، بأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة".

من جهته، قال رئيس مجلس الشورى البحريني، إن العلاقات البحرينية الأردنية ليس علاقات عابرة إنما هي علاقات متجذرة عبر التاريخ، لافتا إلى التنسيق الثنائي المستمر على مختلف المستويات حيال مختلف القضايا المشتركة.

وأكد أهمية التعاون العربي، لا سيما في ظل الصراعات التي يشهدها العالم التي تتطلب أن نكون "جبهة واحدة" تعمل في سبيل استقرار المنطقة.

وأشار الصالح إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية بالنسبة للدول العربية وهو ما يدعو إلى مواصلة العمل حتى قيام الدولة الفلسطينية، معربا عن تفاؤله من قرار مجلس الأمن بشأن قطاع غزة.

وحضر المباحثات النائب الثاني لرئيس مجلس الأعيان العين عبدالله النسور ورئيس لجنة الشؤون العربية والدولية والمغتربين العين هاني الملقي ومساعد رئيس مجلس الأعيان العين زهير أبو فارس، ورئيس بعثة الشرف العين سلامة حماد، ورئيس لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية البحرينية العين توفيق كريشان.

وأكد الجانبان خلال المباحثات، عمق العلاقات التاريخية الأردنية البحرينية والتنسيق المتواصل حيال مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية وأهمية تعزيز العلاقات الثنائية لتشمل مختلف المجالات على رأسها الاقتصادية.

وأشارا إلى أهمية مواصلة الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بما يمكنهم من قيام دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

وشددوا على أهمية تبادل الخبرات والزيارات على مختلف المستويات، لا سيما البرلمانية منها للاستفادة من تجارب البلدين الشقيقين في مختلف المجالات وشتى القطاعات.

المملكة