احتفلت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، الثلاثاء، بمناسبة فوزها بجائزة أفضل الممارسات العالمية لإدماج حماية الطيور الحوامة في قطاع الطاقة لعام 2020، تحت رعاية وزير البيئة نبيل مصاروة وبحضور سفير الإتحاد الأوروبي في الأردن والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأردن ورؤساء مجالس إدارة شركات الطاقة ورئيس مجلس إدارة الجمعية والمدير العام للجمعية .

وكانت الجمعية تقدمت للجائزة من خلال مشروع الطيور الحوامة المهاجرة، الممول من مرفق البيئة العالمي GEF، والمنفذ من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وبيرد لايف انترناشونال، والذي يهدف لإدماج حماية الطيور الحوامة في القطاعات الاقتصادية الخمسة الأساسية، وإدارة المحافظة على الطبيعة في القطاعين العام والخاص ضمن 11 دولة تقع على طول مسار الهجرة لحفرة الانهدام / البحر الأحمر.

وحصدت الجمعية هذه الجائزة العالمية نتيجة للتعاون مع وزارة البيئة في تنفيذ إجراءات فريدة للتوفيق بين حماية الطبيعة والتنمية الاقتصادية التي تصب بشكل مباشر في مصلحة المجتمعات المحلية ، بالإضافة لحماية موقع الأردن الفريد الذي جعل منها مساراً مهماً للطيور المهاجرة وأن عدداً من هذه الطيور هي طيور مهددة بالانقراض.

وتندرج هذه الجائزة العالمية ضمن مبادرة شبكة الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي لأفضل الممارسات العالمية في قطاع الطاقة ومن ضمنها الممارسات البيئية، و يعتبر حصول الأردن على هذه الجائزة بمثابة اعتراف عالمي بالنموذج الأردني المتميز في برامج حماية الطبيعة ليبقى الأردن في ريادة دول المنطقة والعالم في برامج حماية الطبيعة حسب أعلى المعايير العالمية.

وعملت الجمعية بالتعاون مع وزارة البيئة على مجموعة من الإجراءات لحماية الطيور المهاجرة في قطاع الطاقة متمثلا في تطوير الإجراءات الضمانية لحماية الطيور في مشاريع الطاقة، واعتماده من قبل وزارة البيئة ليتم تنفيذه في جميع مشاريع طاقة الرياح لتلافي احتمالية التأثير على الطيور بأي شكل من الأشكال والحد من الأخطار التي تتعرض لها الطيور على طول مسار الهجرة، وتبع ذلك إعداد قاعدة بيانات وطنية لبرامج مراقبة الطيور في مشاريع الطاقة والتي تعتبر الأولى من نوعها على مستوى العالم.

إضافة إلى ذلك، وللحد من خطر الصعق الكهربائي على الطيور المهاجرة، والتي تعتبر من الأخطار الرئيسية على الطيور المهاجرة تعمل الجمعية حاليا على تطوير إجراءات وطنية حول خطوط الطاقة والحماية الطيور ليتم أخذها بعين الاعتبار وتطبيقها، لضمان الحفاظ على الأنواع.

كما وسيتم تنفيذ عزل لجميع الخطوط الأكثر خطورة في صعق الطيور المهاجرة بالتعاون مع شركات توزيع الكهرباء.

وجاءت هذه الجائزة العالمية لتعزيز مكانة الأردن كنموذج عالمي في تطبيق أفضل ممارسات حماية الطبيعة في العالم وإبراز نتائج الشراكة بين الجمعية كمؤسسة وطنية رائدة في حماية الطبيعة ووزارة البيئة الأردنية

وقال وزير البيئة نبيل المصاروة إن الأردن يعتبر من الدول الرائدة في مجال حماية البيئة والطبيعة وإدراكا من حكومة المملكة الأردنية بأهمية الأردن للطيور المهاجرة والذي يقع الأردن على أهم مسارات الهجرة في العالم وتعبره ملايين من الطيور المهاجرة فقد وقّع الأردن على العديد من الاتفاقيات الدولية لحماية الطيور المهاجرة.

وأضاف الوزير المصاروة "أننا فخورون اليوم في إعلان حصول الأردن على جائزة أفضل الممارسات العالمية البيئية في قطاع الطاقة، والتي تعتبر بمثابة اعتراف دولي بالنموذج الأردني المتميز في تنفيذ برامج حماية الطبيعة من خلال التعاون المتميز والمستمر بين وزارة البيئة والجمعية الملكية لحماية الطبيعة".

ومن جهتها أكدت سارة فيرير اوليفيلا، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن التحديات التي يواجها العالم اليوم بما في ذلك أزمة كوفيد-19 وتغير المناخ والتدهور البيئي تتطلب حلول عالمية.

ومن المهم الإشارة إلى أن التنمية البشرية لن تكون ممكنة إلا إذا أوجدنا حلولا لحماية البيئة تزامناً مع تلبية احتياجات ملايين الناس الذين مازالوا يعيشون في ظروف صعبة. وأشارت أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد أصدر تقرير التنمية البشرية والذي أوضح على أننا لم نعد قادرين على دعم التنمية البشرية دون مراعاة الضغوط البشرية على الطبيعة.

وأكدت اوليفيلا أن هذه الجائزة هي نتاج لشراكة قوية بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ووزارة البيئة، ومؤسسة بيردلايف إنترناشونال والجمعية فضلاً عن القطاع الخاص.

واستلم الجائزة مندوباً عن الجمعية خالد الإيراني – رئيس مجلس إدارة الجمعية ، وقال الإيراني إن الجمعية تعمل منذ تأسيسها بمنهجية تعنى بحماية الطبيعة بكل مكوناتها إلى جانب تحقيق التنمية المستدامة في جميع نواحيها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية مشيراً إلى دورها في الحفاظ على التنوع الحيوي واكتشاف التراث الطبيعي والثقافي للحياة البرية، ومنها الطيور.

وأكد الإيراني أن الجمعية مؤسسة وطنية ويحتذى بها عالميا ولها دور كبير في حماية البيئة ونشر ثقافة الوعي البيئي بين أبناء المجتمع المحلي مشيراً إلى دعم ومساندة الحكومة وخاصة وزارة البيئة ومؤسسة بيردلايف إنترناشيونال، مبيناً أن فوز الجمعية بهذه الجائزة يظهر أهمية حرص وعمل مديريات الجمعية على تطوير منظومة حماية الأنواع البرية وتنفيذ الاتفاقيات الدولية التي وقعت المملكة عليها.

وتساهم الجمعية وهي الشريك الوطني لمؤسسة بيردلايف انترناشونال بتنفيذ مجموعة من المشاريع الدولية المختصة في هذا المجال ومنها مشروع حماية الرخمة المصرية والممول من الاتحاد الأوروبي ومشروع الطيور الحوامة المهاجرة الممول من مرفق البيئة العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وكذلك مشروع المسارات الآمنة لهجرة الطيور في المتوسط والممول من قبل مؤسسة مافا السويسرية والمنفذ من قبل بيردلايف انترناشونال.

المملكة