رغم ترقب وصول الروس إلى مدينة بودروم السياحية التركية التي افتقدت زوارها، لا يعتقد رئيس بلديتها أن أموالهم ستمنع خسارة موسم آخر هذا الصيف.

وقال رئيس بلدية المدينة أحمد أراس لوكالة فرانس برس "انتهى الفصل السياحي السابق على تراجع بنسبة 75%".

وأضاف متحدثا في مكتبة فخمة تطل على بحر إيجه "نتوقع انتعاشا اعتبارا من تموز/يوليو، مع انطلاق رحلات من روسيا وأوروبا" ولكن بالنسبة للقطاع بشكل عام "فإن ذلك لن يحصل قبل بضع سنوات أخرى".

وشكلت إجراءات الحد من جائحة كورونا ضربة للاقتصاد التركي، بحرمانه من العائدات الأجنبية لتمويل الدين ودعم الليرة. ولعب غياب السياح دورا كبيرا في تراجع الليرة التركية من ستة مقابل الدولار في آذار/مارس إلى قرابة 8,7 حاليا.

وكانت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان في حاجة لحل سريع للرد على الاستياء الشعبي.

وسعت إلى جذب السياح إلى شواطئ تركية مع إعفاءات من حظر التجول المفروض في نهاية الأسبوع وقواعد أخرى مرتبطة بالحد من الفيروس.

لكن قيود الحجر الصحي التي تفرض على مسافرين عائدين من تركيا، أهدرت خطط الحكومة.

في 2019 استقبل مطار بودروم 4,34 ملايين سائح وهو عدد قياسي، في مدينة يطلق عليها "الريفييرا التركية".

لكن تلك الأعداد تراجعت بنسبة الثلثين العام الماضي، وسجل المطار وصول ما لا يتعدى 350 ألف شخص بين كانون الثاني/يناير، وأيار/مايو.

غير أن الوضع يتحسن أخيرا، والمسؤولون الأتراك عبروا عن تفاؤل.

وقال أردوغان  في وقت سابق هذا الشهر "سنطلق عجلة السياحة ونشجع السياح".

 موسم ميت 

ألغت روسيا هذا الأسبوع حظرا على السفر إلى تركيا فرض رسميا لاحتواء فيروس كورونا المستجد، لكنه تزامن مع تصاعد توترات جيوسياسية.

ومن المتوقع قدوم المزيد من المسافرين مع تخفيف الاتحاد الأوروبي قواعد السفر في الأول من تموز/يوليو.

لكن المدينة الخلابة التي تمتد من البحر إلى التلال، لا تشبه المكان الذي كان يقصده مشاهير من العالم، وأثرياء إسطنبول.

وقال منظم الرحلات السياحية بارش كاسال "جميع المراكب راسية على الشاطئ، ربما ينطلق أحدها في رحلة يوما ما". وأضاف "قلنا إن الموسم الماضي ‘ميت‘. ونعتبر الموسم الحالي مثله".

وأوضح أنه "سُجلت بعض الحركة، لكنها ضعيفة للغاية".

يمثل الروس الشريحة الكبرى من السياح؛ لأن تركيا هي إحدى الوجهات السياحية الرئيسية التي يمكنهم الوصول إليها من دون تأشيرة.

وقالت مديرة العمليات في مطار بودروم إجلال كايا اوغلو، إن المطار يستقبل عشرات الركاب مقارنة بعام 2019.

وأضافت لفرانس برس "الروس والبريطانيون هم الذين يأتون بشكل رئيسي".

عام سيئ

وجد الروس طريقة للمجيء خلسة إلى تركيا حتى عندما حظر الكرملين السفر.

وارتفع عدد الرحلات القادمة من بولندا بعد أن اختار المسافرون رحلات غير مباشرة.

غير أن أصحاب المتاجر يقولون، إن الأموال التي يدرها هؤلاء السياح بالكاد تغطي الديون والقروض الحكومية التي حصلوا عليها الصيف الماضي للاستمرار.

وقال إنجين إركان، وهو صاحب محل جلد "العام الماضي كان سيئا، لكننا اعتقدنا إنه لن يتكرر". وأضاف "لكننا الآن في عامنا الثاني. لسنا من القوة بحيث يمكننا البقاء صامدين".

وقال رئيس مجلس غرفة التجارة محمود سرداد كوجادون، إنه لا يتوقع عودة السياحة إلى مستويات مع قبل الجائحة، أقله لعامين.

وتدهورت عائدات الأنشطة التجارية المحلية بنسبة 80% عن مستوياتها في 2019.

وقال كوجادون "وصلنا إلى مرحلة تقف فيها الأنشطة التجارية على شفير الإفلاس".

 أوروبا مغلقة 

في 2019 استقبلت تركيا 45 مليون سائح.

وخفض وزير السياحة التوقعات إلى 30 مليونا بعد فرض إغلاق تام في أواخر نيسان/أبريل، لإنقاذ الموسم السياحي، لكن قليلين يعتقدون أن بالإمكان بلوغ ذلك الهدف.

والسياح الموجودون هنا، والكثير منهم من أوكرانيا وأوروبا الشرقية، سعداء بالاستفادة من أشعة الشمس.

وقال الأوكراني ميكاييل غرونيي الذي يقوم برحلة سياحية مع زوجته وابنته "لم نسافر العام الماضي، لكننا قررنا هذا العام الذهاب إلى منتجع بحري". وأضاف "بالنسبة لأوكرانيا، فإن أوروبا مغلقة الآن. تركيا مثالية بسبب وضع كورونا".

لكن رئيس بلدية بودروم يبدي تخوفا.

وقال أراس "لا يمكن أن تفتح (الأنشطة) في تموز/يوليو، وتتوقع تعافيا". واضاف "الأمور لا تمضي بهذا الشكل".

أ ف ب