قال عضو اللجنة الوطنية للأوبئة مهند النسور، الأربعاء، إن نسبة تلقي اللقاح الواقي من فيروس كورونا بين طلبة المدارس لا تتجاوز 10%.

وعبّر النسور خلال برنامج "صوت المملكة"، عن خشيته من عودة الطلبة للمدارس في ظل تلك النسبة، ولمواجهة تفشي متحور أوميكرون، ثمة حاجة لجرعة معززة لجميع الكوادر الإدارية والتدريسية، وفق النسور.

وتساءل النسور بشأن وجود ضمانات لدى لجنة الأوبئة بأن تكون ذروة الموجة الحالية من انتشار كورونا انتهت، موعد بدء الفصل الدراسي الثاني، في 20 شباط/فبراير.

وقال النسور إن الوضع الوبائي لن يستقر قبل نهاية الشهر المقبل.

وأعلنت الحكومة الموافقة على توصية اللجنة الإطارية العُليا للتعامل مع جائحة كورونا بتأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني في المدارس الحكوميّة والخاصّة من الروضة وحتى الصفّ الحادي عشر إلى 20 شباط/فبراير المقبل.

وأكدت الحكومة أنّ قرار تأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني يأتي للحفاظ على صحة الطلبة والكوادر التعليميّة والمساهمة في كسر حدة المنحنى الوبائي الذي يشهد تصاعدا في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن قرار تقديم موعد العطلة الشتوية للمدارس الذي اتُخذ سابقا أسهم في كسر حدّة المنحى الوبائي في حينه.

الناطق باسم وزارة التربية والتعليم أحمد المساعفة، قال إن القرار غير ضارّ أكاديميا، ورأى أن الهدف الرئيسي من القرار هو توفير بيئة صحية آمنة.

قرار "غير حكيم"

وقال عضو لجنة التعليم والشباب في مجلس النواب بلال المومني، إن القرار غير مدروس بطريقة شافية.

وتساءل المومني بقوله "كيف تعلم لجنة الأوبئة ولجنة التخطيط المركزية في وزارة التربية أن ذروة الوباء ستنتهي في 15/2"؟

وقال المومني إن الأمور قد تنعكس على أرض الواقع بشكل كامل، وقد تمتد ذروة الوباء لأكثر من ذلك.

وذكر المومني أن لجنة الأوبئة هي المعنية بدراسة الوضع الوبائي بالكامل، وهي من تدرس وترفع التوصيات، لكن أن تتخذ لجنة الأوبئة توصيتها وقرارها بناء على توصية من لجنة التخطيط المركزية بوزارة التربية والتعليم وترفع هذه التوصية إلى اللجنة العليا ثم إلى رئيس الوزراء، فهنا يوجد خلل.

"لجنة الأوبئة معنية بدراسة الوضع الوبائي والتدقيق به بشكل سليم حتى نستطيع اتخاذ قرارات بالشكل الصحيح"، وفق المومني الذي قال بشأن الحديث عن الجرعة التعزيزية للكوادر التدريسية والإدارية، إنها "جرعة متأخرة وكان يجب عليهم أن يكونوا أول من يأخذ تلك الجرعة التعزيزية، وإن لم تقم وزارة التربية والتعليم بمتابعة الجرعة التعزيزية سيكون هناك تقصير بعمل وزارة التربية".

وقال إن "القرار غير حكيم بشكل مطلق ... ونحن أمام نسخ متحورة من الفيروس بشكل مستمر".

إشادة بالقرار

أما رئيس لجنة التعليم والشباب في مجلس النواب طالب الصرايرة، فقد أشاد بقرار تأجيل الفصل الدراسي الثاني في ظل ارتفاع المنحنى الوبائي للإصابات وحفاظا على صحة وسلامة الطلبة والكادر الأكاديمي.

وقال الصرايرة إن القرار أُخذ بناء على توصية اللجنة ووزارة التربية إلى لجنة الأوبئة ثم رفع إلى مجلس الوزراء، وأضاف "نثمن القرار حتى نحقق بيئة صحية آمنة لعلها تسهم في انخفاض المستوى الوبائي".

وأشار إلى أن الأيام الدراسية "لن تضيع على الطلبة ما دام هناك تعويض مثل أيام السبت ... ولو أخذنا مجموعة من الأيام في نهاية الفصل لإكماله، فهذا لا يضر ففي النهاية نحن نحقق البيئة العلمية الآمنة".

"نظرة تكاملية شمولية"

المساعفة، قال إن الوزارة تنظر إلى إدارة العملية التعليمية نظرة تكاملية شمولية، بمعنى أن جميع الملحوظات التي ترد يؤخذ منها ما ينسجم مع فلسفة وزارة التربية والتعليم وما يحقق رؤيتها.

وعند الأخذ بتوصية أو قرار تأخذ الوزارة بعين الاعتبار جميع الجوانب التي يمكن أن تؤثر أو تتأثر بها هذه التوصيات والقرارات، وفق المساعفة الذي أشار إلى استمزاج آراء الخبراء في المجال الطبي والتربوي وفي لجنة التربية في مجلس النواب بشأن تأجيل الفصل الدراسي لمجلس النواب والأغلب أبدى موافقته على ذلك.

وذكر المساعفة أن "وزارة التربية والتعليم ذات عمق مؤسسي ولا يمكن أن تتخبط بذلك (قرار التأجيل)"، مضيفا أن الأمر توصية بالأساس وليس قرارا.

فكرة "غير ناضجة"

النسور رأى أن "جذر المشكلة يكمن في انخفاض نسب التطعيم بين طلاب المدارس، ولو كانت النسب أعلى، لن تلجأ الحكومة إلى التأجيل.

"لا زلنا نراوح مكاننا في نسب التطعيم بين الطلبة، والمدارس مكتظة ولا نستطيع السيطرة على الطلبة من ناحية ارتداء الكمامة ... ولا يوجد نضوج لفكرة تطعيم الطلبة في المدارس".

وأوضح النسور أن لجنة الأوبئة استشارية وتجتمع فقط عند الطلب منها، وإذا طلب عدد من أعضاء لجنة الأوبئة من وزارة الصحة عقد اجتماع لا ينعقد.

المملكة