نقلت منظمة للرفق بالحيوان أسودا من قطاع غزة إلى محمية دار المأوى في محافظة جرش، في عملية هي "الأكبر" من نوعها للمؤسسة سببها "ظروف مروعة".

وتأتي هذه المبادرة في محاولة من منظمة "فور باوز" لإنقاذ الحيوانات من ظروف "مروعة" كانت الحديقة تواجهها أخيرا، حيث نقلت 43 حيواناً، بينها 5 أسود، 3 منها وصلت إلى الأردن، في شاحنات عقب تخديرها ووضعها في صناديق، عبر معبر "بيت حانون" الحدودي شمال قطاع غزة تمهيداً لتوجهها إلى الأردن عما قريب.

المحمية في الأردن استقبلت 29 حيوانا، شملت أنواعاً مختلفة من الحيوانات، بينها قردة وذئاب وثعالب وكلاب وقطط، إضافة إلى مجموعة من العصافير وضبع.

الأسد سلطان، نُقلَ من بلد مجاور إلى المحميةِ عام 2016، ومعه 29 نمرا وأسدا ودبا، حيث تجد في هذا المكانِ بيئة تشبه بيئتَها الطبيعية.

وتعتبر محمية المأوى، الأولى في منطقة الشرق الأوسط، والتي تؤمّن بيئة طبيعية للحيوانات، وتحرص على منع وجود هذه الحيوانات في ظروف غير مناسبة، مثل استخدامها في ألعاب السيرك وتقييدها في حدائق حيوانات أقرب إلى السجون.

تصل مساحةُ المحمية إلى 1500 دونم، نصفها مجهز لاستقبال حيوانات، وتوفر أيضاً فرصةً لطلبة وأطباء بيطريين على مستوى المنطقة للتدريب والحصول على خبرة عملية ميدانية للحياة البرية. 

وتسهمُ هذه المحمية بتوفير أكثر من 15 فرصة عمل لأبناء المنطقة إلى جانب التدريبِ على الطبيعة، ومن المتوقع أن تستقطبَ المزيدَ من العاملين فورَ افتتاحها بشكل رسمي خلال أشهر مقبلة.

المتحدث باسم المنظمة مارتين باور قال لوكالة فرانس برس "كانت عملية تخدير الحيوانات مؤقتة لمدة لم تتجاوز نصف ساعة، وهي الفترة التي تم خلالها نقل الحيوانات من الشاحنات الفلسطينية في قطاع غزة إلى شاحنات إسرائيلية في معبر إيريز".

وأضاف: "كان يفترض أن تتم العملية في نهاية مارس، لكن إغلاق معابر القطاع حال دون ذلك".

وقال رئيس بعثة المنظمة إلى غزة أمير خليل من جهته لوكالة فرانس برس "نتابع الوضع في حديقة الحيوانات في رفح منذ شهر مارس من العام الماضي، إثر انتشار أول خبر عن بيع عدد من أشبال الحديقة لضعف القدرة المالية لصاحبها".

وتابع خليل "في شهر مارس المنصرم عالجنا الحيوانات، وأعطيناها التحصينات اللازمة، لكن للأسف الظروف الاقتصادية والأمنية في غزة غير مستقرة".

وبحسب خليل، أفضت المباحثات مع صاحب الحديقة والسلطات في غزة إلى حل طويل الأمد يتمثل بنقل الحيوانات إلى محمية طبيعية في الأردن، في حين سيتم نقل اثنين من الأسود إلى جنوب إفريقيا.

وقال فتحي جمعة، مالك حديقة حيوانات رفح: "اعتنيت بالحيوانات كما لو كانت أطفالي، لكن للأسف لم توفر لها العناية الصحية اللازمة، وخصوصاً لتلك المريضة التي تحتاج لعلاج في الخارج".

وعبر جمعة عن حزنه لنقل الحيوانات قائلاً: "الظروف الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة أجبرتني على إرسالها إلى الخارج، ولا يوجد بديل، وهذه خسارة كبيرة".

المملكة