انطلقت في عمان فعاليات سوق جارا للموسم 14 بإشراف جمعية سكان حي جبل عمان القديم (جارا)، إذ يعرض السوق التراثي أعمالا حرفية يدوية الصنع ومنتجات لمؤسسات وجمعيات خيرية تعنى بمساعدة الحرفيين وهواة اقتناء القطع القديمة"الانتيك" ومنتجات ربات البيوت العاملات.

سوق جارا يعد واحداً من الفعاليات السنوية الصيفية البارزة في العاصمة عمّان، ووجهة مفضلة للعديد من الأردنيين والسياح الأجانب، حيث تعد منطقة جبل عمّان، التي يقام فيها السوق، إحدى الأحياء القديمة للعاصمة، وأعرقها.

ويهدف السوق الى "تسويق الصناعات الحرفية يدوية الصنع والمشاريع الصغيرة والمتوسطة"، بحسب المديرة التنفيذية لسوق جارا غادة خليل.

وتقول غادة خليل إن سوق جارا "عبارة عن تجمع للحرفيين الأردنيين والأردنيات ممن لديهم مجموعة من المنتجات يدوية الصنع، ويوفر لهم السوق فرصة لعرض منتجاتهم للناس مباشرة".

أحد الحرفيين اخذ مكاناً بالقرب من مبنى تابع لوزارة التربية وسط السوق، لفتت مهارته بتشكيل الاحجار الكريمة نظر الزوار، خصوصاً في تشكيله للأسماء والعبارات بإتقان.

"تفضل أكتب اسمك واسم حبيبتك على حجر الفيروز"، ينادي الحرفي الخمسيني محاولاً جذب بعض الشباب الى ما يقدم من أساور وقلائد.

سائحة أميركية تحاور أحد مقتني قطع الأثاث القديمة "الأنتيك"، لفت انتباهها باب خشبي قديم يعرضه أحد المشاركين في السوق، والذي قدم من محافظة جرش.

"عمر هذا الباب أكثر من مئة سنة" يقول أبو فراس بلغة انجليزية ركيكة، "بمئة دينار فقط، عن كل سنة دينار" مجيباً السائحة الأميركية بتندر، التي ترددت في شرائه، متذرعة بإمكانية العودة والتفكير حول الشراء.

مجموعة من الشباب الأردني من هواة التسلق والتجوال أسست مشروعاً حرفياً سمي بـ"حجر"، وتقوم فكرة المشروع على جمع الحجارة من أنحاء الأردن وصياغتها على شكل حلي وتحف فنية منزلية، وفق صاحب الفكرة أنس دلقموني.

" مشروع حجر هو مشروع ريادي أنشئ منذ عام ونصف، نجمع الحجارة من كافة أنحاء المملكة ونعيد تدويرها لتصبح تحفاً واكسسوارات فنية" يقول دلقموني.

ولم تقتصر المشاركة في السوق على الحرفيين المحليين، فنان النحت على خشب الزيتون خضر شعيبات جاء من مدينة بيت لحم الفلسطينية الى سوق جارا في عمان، ليقدم بعض التحف التي يقوم بنحتها يدوياً وتعرض في بعض كنائس المدينة المقدسة.

وعن سبب اختياره لخشب الزيتون في اعماله النحتية يقول خضر "إن للشجرة ميزة تاريخية ودينية عند الرسالات السماوية الثلاث، تجذب الزوار المحليين والحجاج الأجانب" .

السيدة خديجة صدقي جاءت من منطقة طبربور بهدف الاطلاع على معروضات السوق، الذي تزوره "للسنة الثانية على التوالي".

"أنا من هواة التحف الفنية، افتقدت هذه التحف عندما كنت أعمل أنا وزوجي في احدى دول الخليج، منزلنا مليء بتحف تعود لعدة عقود، وأود اقتناء المزيد" بحسب السيدة خديجة صدقي.

وغدا سوق جارا أحد المعالم المذكورة في الخارطة السياحية في الأردن، ليصبح محطة زيارة للسياح القادمين إلى المملكة، بحسب المديرة التنفيذية للسوق غادة خليل.

جمعية سكان حي جبل عمان القديم (جارا) غير الربحية، التي تشرف على السوق، تأسست في 2004 بهدف "الحفاظ على تراث وطابع حي جبل عمان القديم، والتعريف بحي جبل عمان القديم والمنشأ التاريخي والثقافي والاجتماعي للأردن، والحفاظ على الإرث الحضاري له"، بحسب القائمين على الجمعية .

ويستمر السوق باستقبال مرتاديه كل يوم جمعة حتى نهاية صيف 2018. 

المملكة