قال مدير سياحة جرش بسام توبات، إن قطاع السياحة في المحافظة يواجه تحديات أبرزها "إطالة مدة إقامة السائح" مع "تواضع" البنية التحتية لأكبر المدن التاريخية الرومانية في العالم.

وأضاف خلال برنامج جلسة علنية الذي يبث على شاشة قناة المملكة، أن السياحة تواجه تحديا في غياب الاستثمار من القطاع الخاص، إضافة إلى تلاصق المدينة الحضرية في الموقع الأثري.

وقال "نواجه في جرش تحديا في إطالة مدة إقامة السائح".

"مهرجان جرش متأثر بالظروف الإقليمية، ولم يعد وجهة سياحية كالسابق"، بحسب توبات.

وارتفع عدد زوار محافظة جرش إلى ربع مليون زائر، بينهم 153 ألف أجنبي حتى نهاية سبتمبر 2018، مقارنة مع 183 ألفا، منهم 106 آلاف أجنبي في 2017.

فندقان اثنان فقط في محافظة جرش، وهما ليسا من فئة "5 نجوم التي تتوافر فيها جميع الميزات"، إضافة إلى 5 مكاتب سياحية، و12 مطعما سياحيا، ومكتب واحد لتأجير السيارات، و30 متجرا للتحف.

وفي جرش 11 مزارا ومقاما دينيا، بالإضافة إلى آثارها ومدرجاتها وأعمدتها.

لكن سياحة جرش هي سياحة نهارية تعتمد على اليوم الواحد؛ مما يعني قلة عدد سياح المبيت، إضافة إلى نقص المرافق الترفيهية التي تساعد على سياحة العائلات، وفق مسؤولين.

وأوضح بسام التوبات أن "وزارة السياحة تسعى لتطوير ما يعرف بالمسارات السياحية في جرش التي تعد قبلة للسياح؛ لتميزها بالتنوع البيئي والتراثي والأثري والترفيهي والمجتمعي".

"تعمل وزارة السياحة على تعظيم المنتج السياحي لتنوعه، وتحقيق عوائد اقتصادية للمجتمعات المحلية عبر تطوير مشروع الربط بين الموقع الأثري والسوق التجاري"، وفق توبات.

وقال توبات إنه "تم العمل على مشروع السياحة الثالث، وهو تطوير محيط الموقع الأثري".

عضو مجلس النواب محمد العياصرة قال، إن "السياحة تحتاج إلى رأس مال، وجلب استثمارات حقيقية لجرش. إذا لم يكن هنالك إرادة سياسية لتطوير السياحة ودعمها اقتصاديا فلن تتقدم إلى الأمام".

وأضاف أن "الواقع المأساوي لسوق جرش، وانتشار البسطات بشكل عشوائي تعد معيقات أمام السياحة".  

"الجانب السياحي لم يلق الاهتمام من الحكومة رغم إرث المدينة التاريخي، وحتى الآن لا يوجد في جرش مشروع حكومي ناجح ينعكس على المواطن "، وفقا للنائب العياصرة.     

وأوضح أنه "لا بد من تنشيط السياحة الريفية في المحافظة".

محمود العفيف رئيس مجلس محافظة جرش قال، إن موازنة مجلس المحافظة خصصت 65% منها لقطاعي المياه والأشغال فقط للعام 2019.

وأضاف أن "موازنة اللامركزية تتم بناء على المشاكل التي تواجه المحافظة، ومن ثم أولوياتها واحتياجاتها".

لكن العفيف قال "حين نتحدث عن السياحة نحن نتحدث عن العديد من القطاعات كالبيئة والغابات والمحميات، ولا نستطيع الحديث عن السياحة كقطاع منفصل عن باقي القطاعات؛ لأنها ترتبط ببعضها".

"البنية التحتية من المعيقات التي تواجه السياحة في جرش، والمحافظة تعاني من مشكلة الصرف الصحي في المدينة الأثرية؛ وهذا يؤثر على الواقع السياحي، كما طلبنا من مجلس الوزراء توفير منحة للصرف الصحي لمدة 5 سنوات، لكن لم يتم الرد عليها"، وفقا للعفيف.

العفيف أوضح أنه "لدى مجلس المحافظة مشاريع استثمارية وجدواها الاقتصادية جاهزة، وليس من المهم فقط جذب المستثمر، بل من المهم تهيئة البنية التحتية للاستثمار"

"في جرش نحو 35 ألف طالب يدرسون خارج المحافظة، وهذا يتطلب بناء جامعة حكومية في المدينة"، بحسب العفيف.

وتخلو محافظة جرش من جامعة رسمية.

رئيس قسم تنمية المحافظات في وزارة التخطيط والتعاون الدولي حاتم الهباهبة قال، إنه "لا يمكن تطوير قطاع السياحة في جرش إلا بربطها بموضوع النقل والمهارات والتدريب المهني".

وأضاف "وزارة التخطيط عملت على دراسة الأبعاد الاستثمارية في جرش وما فيها من مكامن قوة غير مفعلة"، لافتا إلى أن الوزارة أعدت 120 دراسة للجدوى الاقتصادية لجميع المحافظات، منها 10دراسات لمحافظة جرش بينها ما يتعلق بالصرف الصحي.

وقال الهباهبة، إن "وزارة التخطيط قدمت مساعدة فنية لإعداد الخطط الاستراتيجية، وتمويلا للمسارات السياحية في جرش، إضافة إلى تقديم بعض مشاريع دراسات لربط المنطقة الأثرية بالحضرية في المحافظة".

وتابع "وزارة التخطيط أسست نافذة موحدة للمساعدة في البحث عن مصادر التمويل المناسب وتدعم الحرف اليدوية من خلال دعمها لمنظمات المجتمع المدني، وستستكمل الحكومة البنية التحتية للمضي قدما في إكمال بناء المدينة الصناعية في جرش".

وبين الهباهبة أن الوزارة "تقوم بعمل دراسات جدوى لأي فكرة في قطاع السياحة وتوجهها للتمويل الأنسب، وهنالك توجه لدعم السياحة الريفية وربطها بالمواقع السياحية".

والدخل السياحي في الأردن حقق ارتفاعا بنحو نصف مليار دولار مسجلا 4.5 مليارات حتى نهاية نوفمبر 2018، مقارنة مع 4 مليارات في 2017، ما يعادل 15% من الناتج المحلي الإجمالي، وفق إحصائيات رسمية.

المملكة