أقيم الاثنين، حفل تخريج الفوج الأول من المستفيدين من البرنامج التحضيري لمشروع "الشراكات من أجل التنمية الموجهة نحو التدريب المهني وهجرة العمالة" (PAM)، الذي يعكس ثمرة التعاون بين الأردن وألمانيا في مجال تطوير المهارات وتعزيز فرص العمل، وذلك في مركز جدارا المتميز لفنون الطهي داخل جامعة جدارا، برعاية رئيس مجلس إدارة مؤسسة التدريب المهني/وزير العمل خالد البكار.
وقال البكار إن البرنامج يُنفذ ضمن إطار مشروع الشراكات من أجل التنمية الموجه نحو التدريب المهني وهجرة العمل (PAM)، المنفذ من قبل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) بالنيابة عن الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، بالشراكة مع الفيدرالية الألمانية للمهن الحرفية (ZDH)، ووزارة العمل الأردنية، ومؤسسة التدريب المهني.
وبين أن المشروع يهدف إلى تأهيل 300 شاب وشابة للفئة العمرية 18-33 عاماً، للالتحاق ببرامج التدريب المهني المزدوج في ألمانيا ضمن قطاع المهن الحرفية.
وأعرب البكار عن تقديره للحكومة الألمانية والشعب الألماني، ولمنظمة GIZ على دعمهم المتواصل وتعاونهم البنّاء في تنفيذ العديد من البرامج، والتي تركت أثرًا إيجابيًا ملموسًا، ليس فقط في قطاع التدريب المهني، بل في مجالات تنموية متعددة.
وأكد أن هذا التعاون يعكس عمق العلاقات الثنائية، ويواكب التوجهات الوطنية التي تنطلق من إرادة سياسية راسخة، يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، اللذان يوليان ملف التدريب المهني والشباب أولوية قصوى من خلال توفير فرص عمل حقيقية وغير تقليدية، وفتح آفاق جديدة في سوقي العمل المحلي والدولي.
وشدد على أهمية المرحلة المقبلة في مسيرتهم المهنية، داعيًا إياهم ليكونوا نموذجًا يُحتذى به في الكفاءة والانضباط والتميز.
وكشف البكار عن خطة مستقبلية تهدف إلى التوسع في الأسواق الإقليمية والدولية، لتمكين الشباب الأردني من الوصول إلى فرص عمل مجزية، وتعزيز تنافسيتهم في ميادين العمل المختلفة.
بدوره، قال المدير العام لمؤسسة التدريب المهني أحمد الغرايبة: "لقد استكمل البرنامج التحضيري بنجاح 46 مستفيداً من أصل 127 التحقوا بالبرنامج لعام 2024–2025، حيث تسلّم الخريجون شهاداتهم خلال الحفل، كما تم تكريم الشركاء تقديراً لدورهم الفاعل في إنجاح هذا المشروع النوعي".
وأضاف أن المشاركين استكملوا البرنامج التحضيري لمدة عام، وشمل عدة محاور متكاملة ركّزت على التأهيل اللغوي والمهني والثقافي. خضع المشاركون في البرنامج لدورات مكثفة في اللغة الألمانية من المستوى A1 وحتى B1 بإشراف معهد جوته، إلى جانب جلسات الإرشاد المهني والتوعية بثقافة العمل الألمانية التي قدمتها الغرف الحرفية الألمانية، بالإضافة إلى جلسات للتوعية الثقافية الهادفة إلى تسهيل اندماج المشاركين في المجتمع الألماني.
وأشار إلى أن البرنامج تضمن تدريبات مهنية تحضيرية متخصصة في مجالات صيانة المركبات، والكهرباء، وصناعة المخبوزات، تم تطويرها وتنفيذها بالتعاون مع خبراء من الجانب الألماني، واشتمل البرنامج كذلك على ورش عمل في كتابة السيرة الذاتية والاستعداد للمقابلات الوظيفية باللغة الألمانية، والتي أشرفت على تقديمها الجامعة الألمانية الأردنية، بهدف تمكين المشاركين من خوض تجربة التقديم للعمل في السوق الألماني بكفاءة وثقة.
ولفت الغرايبة النظر إلى أن المشروع يتضمن لاحقاً مرحلة التدريب المهني المزدوج في ألمانيا، حيث يتم التنسيق مع الشركات الألمانية الراغبة في استقبال المتدربين لتوفير الدعم اللازم في مجالات السكن، والاستقبال، وإصدار الوثائق، وتسهيل إجراءات الإقامة.
وأوضح أن المشاركين سيُمنحون عقود تدريب مهني مدتها ثلاث سنوات ونصف، وفق نظام الأجور الألماني المعتمد، بما يشمل زيادات سنوية وتغطية كاملة للتأمين الصحي، مما يوفّر لهم بيئة عمل مستقرة وآمنة ويُعزز من أثر البرنامج التنموي.
وبين أن المشروع يُنفذ في ثلاثة مواقع رئيسية هي: المركز الأردني الألماني للتميّز في صيانة المركبات (القويسمة)، والأكاديمية الأردنية للسياحة والفندقة (ماركا)، ومعهد التدريب المهني للذكور (عين الباشا)، إلى جانب التحضير لتجهيز معهدين إضافيين للإناث في (الكرك/جنوب المملكة) و(غرب إربد/إقليم الشمال).
وأضاف الغرايبة أن المشروع يُطبق عبر مسارين؛ المسار السريع: يستهدف المتقدمين الحاصلين مسبقًا على مستوى A2 في اللغة الألمانية، وقد التحق به 10 طلاب لعام 2025، اجتاز 9 منهم المستوى B1 بنجاح، والمسار المتوسط: يستهدف المتقدمين غير المتقنين للغة الألمانية، حيث التحق به 127 متدرباً لعام 2024-2025، وتمكن 37 منهم من اجتياز المستوى B1.
من جانبها، أشادت مسؤولة مكون المشروع في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي في الأردن، رابعة الحاج حسن، بالشراكة الاستراتيجية التي أفضت إلى نجاح البرنامج التحضيري. وقالت في كلمة لها: "نحن فخورون برؤية أثر شراكات المشروع من الجانبين الأردني والألماني منعكسة على تقدم المشاركين ضمن مراحل تنفيذ المرحلة التحضيرية للبرنامج في الأردن، وسعداء بحصول مجموعة من الملتحقين على عقود تدريب وعمل في ألمانيا لهذا العام تبدأ اعتبارًا من الشهر القادم، متمنين لجميع المستفيدين تحقيق مستقبل مهني واعد".
وفي ختام الحفل، ألقى المتدرب محمد أبو زيد كلمة باسم الخريجين، عبّر فيها عن امتنانهم لهذه الفرصة التي شكّلت نقطة تحوّل في مسيرتهم المهنية، مؤكدًا جاهزيتهم للانخراط في سوق العمل الألماني والمساهمة بإيجابية في المجتمعات التي سينضمون إليها.
يُذكر أن المشروع يعمل على تأسيس شراكات استراتيجية طويلة الأمد بين مؤسسة التدريب المهني والفيدرالية الألمانية للمهن الحرفية (ZDH)، بهدف تعزيز استدامة التعاون وتبادل الخبرات، وذلك من خلال بناء علاقات تعاون مباشرة بين ثلاثة من معاهد التدريب المهني في الأردن وثلاث غرف حرفية ألمانية في ولايات ميونخ، مونستر، وكوبلنز.
وتأتي مشاركة مؤسسة التدريب المهني في هذا المشروع في إطار نهجها الاستراتيجي الهادف إلى تعزيز التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، وتوسيع نطاق المبادرات التي تُسهم في تحسين فرص تشغيل الشباب الأردني وتأهيلهم بما يواكب متطلبات أسواق العمل العالمية، لا سيما السوق الألماني المعروف بتميّزه وصرامته.
ويجسد مشروع PAM نموذجًا رائدًا للتعاون الدولي في مجال انتقال العمالة المنظم في مجال التدريب المهني، ويؤكد التزام الأردن وألمانيا بدعم الشباب وتمكينهم من الوصول إلى فرص عمل نوعية على المستوى الدولي.
المملكة